إبراهيم ربيع يكتب: « خربشة »

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

الليلة سهرة فيها كل الأوصاف التى نعرفها أو نتخيلها أو نحب أن نطلقها على الأحداث الكبيرة..وفيها كل وساوس الشيطان عندما يلعب فى دماغ المشجع المتحمس أو المتعصب الرافض لكل خيارات النتائج إلا الفوز..سبحان الله.. فى أصول التدين هناك خياران فى المعركة هما النصر أو الشهادة..

لكن أخونا المشجع فى  الملعب ليس له إلا خيار واحد..لذلك فهو يتفرغ لرسم سيناريوهات مباراة الأهلى والوداد ،ويأخذه التخيل إلى مزاج متقلب وهموم متعبة خوفا أن يرى مالا يرضاه..

هو والخبراء يطحنون الفريقين طحنا ويعقدون المقارنات ويشغلون الناس العاديين عن حياتهم وثباتهم بعد أن يقنعوهم أن محمد منير كان يقصد الأميرة السمراء بتاعة الكورة وهو ينادى عليها وسط شجر الليمون ''مسكينة حبيبتى السمرا''..

هى دى يانجم إللى إحنا رايحين نجيبها من الدار البيضاء علشان تتجوز وتستقر فى بيتها، كفاية مشى على حل شعرها سنتين من غيرحجاب..طبعا الأميرة هتيجى ومعاها رشة جريئة على الأبطال وإللى جنب الأبطال وعلى الفرقة الموسيقية والآلاتية وبتوع الطبلة بالذات..موسم بقى وكل سنة وانت طيب..

أما جمهور الصالة هيخرج مبسوط قوى وهيزود رصيده من الفرحة ويحطه فى البنك ربما يصرف منه على زعله من أسعار اللحمة والفراخ والبيض..

جمهور مسكين لم يعلموه حتى كيف يفرح وكيف يزعل..هذا المسكين لم يتركوا له حتة ضلة تحت الشجرة يستريح فيها من التشنج النشجيعي..

فإما أن يقع فى جنون وهزيان الفوز ويفقد بوصلته ويلوش فى كل من حوله، وإما ان يقع فى حالة اكتئاب من الدرجة الرابعة وتبقى له درجة واحدة ليقرر الانتحار ،فتراه أيضا يلوش بس على تقيل وحول وسطه حزام ناسف..

يعنى هى زيطة زيطة ودوشة دوشة وكيداهم كيداهم..

الفوز والهزيمة فى نهاية الأمر لها محصلة تلويش واحدة فى ملاعبنا وفى سوشيالنا..

أما الكلام المتفزلك المتعملق المتنمق عن التوقعات الفنية ،فهو اكليشيهات من عمر كرة القدم عن التوازن والتجانس والتركيز والجمل التكتيكية التى تغذى متعة القلب..

وهى دائما عند الخبراء حسب النتيجة..كانت فى الملعب عند المهزوم طبق كشرى وعند الفائز  ملوخية بالأرانب..