المخرجة التونسية كوثر بن هنية: «بنات ألفة» قصة نسائية عن الأمومة والعنف الأسري | حوار

■ كوثر بن هنية مع محررة «أخبار اليوم»
■ كوثر بن هنية مع محررة «أخبار اليوم»

استطاعت التونسية كوثر بن هنية أن تحفر اسمها بين قائمة أهم مخرجى العالم بعدما مشاركة فيلمها «بنات ألفة» فى المسابقة الرسمية بمهرجان كان هذا العام ليكون الفيلم العربي الوحيد فى المسابقة، والذى حصد جائزة «العين الذهبية» وجائزتي «السينما الإيجابية» و «تنويه خاص» من لجنة جائزة الناقد «فرنسوا شالي» التى تقدمها جمعية فرنسوا شالى منذ 27 سنة على هامش المهرجان، «أخبار اليوم» حاورتها

◄ ما الذي تمثله المشاركة فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان بالنسبة لك؟
• سعدت جدا بهذه المشاركة، هذه السعادة لأكثر من سبب فهذا اول فيلم تونسى يشارك منذ 50 عاما، كما أنه أول فيلم يتم اختياره فى المسابقة الرسمية للمهرجان، كما انها تعنى لى الكثير فمنذ بداية عملى على الفيلم كنت أفكر هل أسير فى الطريق الصحيح؟ وهل يستحق الفيلم؟ وهل كل هذا المجهود له أهمية ومعنى؟، وجاء اختيار الفيلم فى المسابقة الرسمية ليكون رد على كل هذه الشكوك التى تراود صانع الفيلم فى بداية العمل.

◄ لماذا اخترت قصة ألفة؟
• في عام 2016 انتشرت قصة ألفة وبناتها فى الصحافة وانا سمعتها فى الراديو بالتحديد فى حوار صحفي وشعرت أن هذه القصة تحتاج لبحث أكبر وأدق من ما جاء فى الحوار، لكل تفاصيل حياة ألفة وبناتها والتراجيديا الموجودة فى القصة التى لمستنى بقوة لعدة أسباب على رأسها انها قصة لنساء تناقش فكرة الامومة وكيف يتم تربية البنات فى تونس سواء بطريقة ألفة القوية والحب غير المشروط، وفى هذه النقطة الامر لا يتعلق بالفة وبناتها ولكن بكل النساء تقريبا.

■ كوثر بن هنية

◄ لماذا اخترت تنفيذ الفيلم بشكل شبه وثائقى أو هجين من الوثائقى والروائي؟
• عندما بدأت العمل كنت أسعى لتنفيذ فيلم وثائقى مع ألفة والبنتين الصغار، لكننى أدركت بسرعة أننى لا أستطيع فعل ذلك لأن ما كنت مهتمة به كان فى الماضى، كيف ندخل هذا الماضى إلى الحاضر وكيف نحلله؟ شعرت أن الموضوع معقد وان تصوير الفيلم بشكل وثائقى كلاسيكى غير كاف لإبراز هذه القصة بالشكل السليم، وعملت على فكرة إستحضار الماضى وإعادة تمثيله فى الفيلم الوثائقى من قبل ممثلين محترفين، ليعكسوا حقيقة الشخصيات وفى نفس الوقت بتواجدهم وجهاً لوجه مع الشخصيات الحقيقية وهذا بدوره يكشف اكثر عن حقيقة وخبايا هذه الشخصيات 

◄ فى هذه التجربة المختلفة هل تم الالتزام بالسيناريو المكتوب أم كان هناك ارتجال؟
• لقد كتبت نصًا لأننى كنت أعرف الكثيرعن حياة ألفة وأخبرتنى عن ماضيها، لقد حددت اللحظات الهامة والممتعة للفيلم وكتبت مشاهد صغيرة ، فقط لتنظيم التصوير، لمعرفة ما يجب القيام به عندما نكون فى موقع التصوير، لكننى تركت تلك المشاهد مفتوحة للتجريب، تركت الممثلات والشخصيات الحقيقية تتفاعل وقمت بالتصوير، لم يكن الممثلون أنفسهم يمثلون حقًا، لقد كانوا يجلبون تجاربهم، لذا فهو فيلم وثائقى عن ألفة وبناتها، ولكن أيضًا عن عملية التمثيل. 

◄ اقرأ أيضًا | فيلم «بنات ألفة» لـ هند صبري يحصد جائزة العين الذهبية بمهرجان كان

◄ لماذا اخترت النجمة هند صبرى وهل وجودها مهم لتسويق الفيلم؟ 
• أجابت ضاحكة..ألفة هى صاحبة فكرة الإستعانة بهند صبري فى هذا الدور، فقد قدمت هند فيلم اسمه «زهرة حلب» وقدمت دور ام انضم ابنها للكتائب فى سوريا، وعندما تحدثت إلى ألفة لعمل الفيلم قالت لى «موافقة وهنعملك فيلم أحسن من فيلم هند صبري» وهى بالمناسبة معجبة جدا بهند صبري وتعتبرها أهم ممثلة بالعالم العربى ومن هنا جاءت الفكرة، فهند عندها تجربة مهمة فى «زهرة حلب» بالإضافة إلى اننى احب العمل مع هند صبرى والفة معجبة بها فكانت هناك حالة من التوافق والترابط استطعت استغلالها فى التصوير.

◄ هل حاولت ألفة إخفاء او ابراز حقائق للظهور بشكل معين فى الفيلم؟
• الشيء الجيد فى شخصية ألفة انها صريحة جدا وما فى قلبها يخرج على لسانها، لا تفكر فى الظهور بشكل مختلف عن شخصيتها الحقيقية وهذا ما جعل أجواء التصوير مختلفة وتتميز بانها اجواء نسوية بامتياز لأن فريقى كان اغلبه من النساء.

◄ يركز الفيلم على فكرة العنف الاسرى وكيف ينتقل من جيل إلى جيل هل كانت تلك الفكرة هى الاساس؟
• بالطبع حتى أن ألفة تتحدث عن الامر كأنه لعنة فهى تفعل ببناتها ما فعلته أمها بها، وهذا لا يتعلق بالأم التونسية فقط ولكنه امر عالمي: الام تنقل صدماتها إلى أطفالها دون أن تدرك ذلك، دون وعى. وتقول ألفة، التى تنحدر من خلفية اجتماعية قاسية للغاية، وانتهت بتركيز حالة العنف والتوتر الذى تعانى منه الحفيدة التى تنشا فى السجن بدون اى ذنب.