صباح جديد

إنتصار دردير تكتب: الإرث العربي وترميم الأفلام

إنتصار دردير
إنتصار دردير

الاختيار الواعي الذى أعلنه مهرجان «لوكارنو السينمائي» بترميم الفيلم المصرى «باب الشمس» للمخرج يسرى نصر الله، وعرض النسخة المرممة له خلال دورته القادمة هذا العام، يؤكد أن ترميم الأفلام لم يعد ترفاً، بل واجبا يجب أن تتصدى له مهرجانات السينما العربية للحفاظ على إرثها الثقافى والفنى وعلى ذاكرتها السينمائية من الضياع والاندثار.

فيلم «باب الشمس» الذى مضى على إنتاجه نحو 19 عاماً، من انتاج 2004، كان قد شارك خلال دورة مهرجان كان السينمائى فى نفس العام (خارج المسابقة)، ويكتسب أهميته من كونه أحد أهم الأفلام العربية التى طرحت القضية الفلسطينية بكل ملابساتها منذ أربعينيات القرن الماضي، عبر جزءين يمثلان «الرحيل» و«العودة»، راصداً حالة التهجير التى فرضت على الشعب الفلسطينى ومقاومته المستميتة فى الدفاع عن أرضه، ويمثل تجربة فريدة فهو مأخوذ عن رواية للكاتب اللبناني إلياس خوري، وجمع المخرج يسرى نصر الله فيه ممثلين من مصر وسوريا ولبنان وفلسطين كما جرى تصويره بعدة دول.

وإذا كان مهرجان دبى السينمائى قد بادر بترميم بعض الأفلام قبل توقفه، فإن مهرجان البحر الأحمر السينمائى قد أخذ على عاتقه منذ دورته الأولى ترميم بعض كلاسيكيات الأفلام العربية، من بينها، «الاختيار» ليوسف شاهين «خلى بالك من زوزو» لحسن الإمام و«حرب الفراولة» للمخرج خيرى بشارة، والتى احتفى بعرضها خلال دورتيه الماضيتين، كما بدأ مهرجان القاهرة كذلك مع تولى الفنان حسين فهمى رئاسته خلال دورته الماضية بالعمل على ترميم فيلمى «أغنية على الممر» و«يوميات نائب فى الأرياف»، ليضع ضمن مهامه ترميم فيلمين سنوياً، كما قام مهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية بترميم بعض الأفلام ومنها «طبيب أرياف» للمخرج خيرى بشارة.

وبات من الضرورى أن تحذو بقية المهرجانات العربية حذوهم، وتختار الأعمال التى ترممها بشكل واع فهناك أفلام عديدة تستحق الإنقاذ لأهميتها فى تاريخ السينما العربية، ومن بينها الفيلم الجزائرى «وقائع سنوات الجمر» لمحمد الأخضر حامينا وهو الفيلم العربى الوحيد الحائز على السعفة الذهبية بمهرجان كان، والتونسى «صمت القصور» لمفيدة التلاتلى الحائز على الكاميرا الذهبية فى كان أيضاً، والفيلم العراقى «القادسية» لصلاح أبوسيف، وفى السينما المصرية أفلام عديدة يجب إنقاذها وبث الحياة فيها عبر نسخ رقمية جديدة.