«الزراعة» تتسلح بـ«الضربات الاستباقية»| الدلتا الجديدة وتوشكى وتجمعات سيناء تؤمن «غذاء المصريين»

الدلتا الجديدة وتوشكى وتجمعات سيناء
الدلتا الجديدة وتوشكى وتجمعات سيناء

لم يكن ما تحقق خلال السنوات الماضية فى قطاع الزراعة، يتوقعة أكثر المتفائلين، فالقطاع الذى عانى الإهمال وتزايد التعديات على أجود الأراضى وغياب الرؤية الواضحة لتعويض الهدر فى المحاصيل، كُتبت له شهادة ميلاد «من نوع مختلف» وتسلح القطاع بفلسفة «الضربات الاستباقية»، إذ زادت المخصصات المالية، وتم «ترويض الصحراء» من خلال التوسع فى المساحات المستصلحة وعلى رأسها الدلتا الجديدة وتوشكى الخير ومجمعات سيناء وأراضى غرب المنيا، وهى المشاريع التى أمّنت غذاء المصريين، خاصة فى ظل أزمتى جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، حيث لم تشهد الأسواق المصرية نقصا فى أى سلعة.

ورغم معاناة العالم خلال جائحة كورونا على وجه التحديد، وما تسببت فيه من توقف حركة التجارة الدولية وتأثر سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن، إلا أن الصادرات الزراعية المصرية كانت «فرس الرهان»، فحققت ما لم تحققه طوال تاريخها، ولا تزال تقتحم أسواقًا جديدة.

وكشف أحدث تقرير حول إجمالى الصادرات الزراعية خلال الفترة من أول يناير 2023 وحتى 17 مايو أنه تم تصدير 3 ملايين و427 ألفا و797 طنا من المنتجات الزراعية بزيادة قدرها 432 ألفا و342 طنا عن العام الماضي، حيث كانت مليونين و995 ألفا و455 خلال نفس الفترة .

من جانبه، أكد مركز التجارة العالمية التابع للأمم المتحدة حصول مصر على المركز الأول عالميًا فى تصدير الفراولة المجمدة، من حيث الكميات المصدرة، كما واصل البرتقال المصرى غزو مختلف أسواق العالم، حتى أصبحت مصر تحتل المرتبة الأولى عالميا فى تصدير البرتقال متقدمة على إسبانيا، التى كانت تحتل الصدارة فى الأعوام الماضية، بل إن البرتقال المصرى حاليا يغزو الأسواق الإسبانية نفسها.

واستهدفت الدولة استصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 3.5 مليون فدان خلال الفترة القصيرة الماضية والقادمة، من أهمها مشروع توشكى الخير بمساحة 1.1 مليون فدان ومشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان ومشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان ومشروع تنمية الريف المصرى بمساحة 1.5 مليون فدان، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى فى جنوب الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان، ويسير العمل فى هذه المشروعات بأقصى معدلات الإنجاز تحقيقاً للأهداف المنشودة فى وقت يفقد فيه العالم ملايين الهكتارات سنوياً بسبب الجفاف والتصحر وتدهور التربة.

يقع مشروع مستقبل مصر للزراعة المستدامة على امتداد طريق محور روض الفرج - الضبعة الجديد، وهو الطريق الذى أُنشئ ضمن المشروع القومى للطرق بطول ١٢٠ كم وعمق ٦٠: ٧٠ كم، ويبعد ٣٠ دقيقة عن مدينة السادس من أكتوبر، تم تقسيم المشروع إلى ٦٠ طريقا طوليا، ٣٥ طريقا عرضيا مقسمة إلى قطع متساوية كل قطعة  ٠٠ فدان.

ويعد موقع المشروع من أهم المزايا الاستراتيجية لتوافر الأيدى العاملة، بالإضافة إلى سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات، وكذلك سهولة توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية، كما يعد المشروع قاطرة مصر الزراعية وباكورة مشروع الدلتا الجديدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض، حيث إن المساحة المستهدف استصلاحها مليونا وخمسين ألف فدان من إجمالى ٢.٢ مليون فدان المساحة الإجمالية للدلتا الجديدة.

ويوفر المشروع نحو ١٠ آلاف فرصة عمل مباشرة وأكثر من ٣٦٠ ألف فرصة عمل غير مباشرة، ومن المتوقع زيادة فرص العمل خلال المواسم القادمة، كما يتم تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية فى بيئة العمل لسلامة العمال والموظفين، وتقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع.

يعد من أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بنحو ٥٠٠ ألف فدان تصل فى المستقبل لمليون فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد فى تقليل العجز بالميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للشباب خاصةً من شباب صعيد مصر، بالإضافة إلى التشجيع على إعمار وإسكان وتنمية هذه المناطق وتخفيف الضغط البشرى على وادى ودلتا النيل.

تم استصلاح ٨٥ ألف فدان من إجمالى ١٠٠ ألف فدان وزراعة ٢.٣ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان، وتم زراعة ١.٣٥ مليون نخلة على مساحة ٢١ ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل، كما تم حفر وتبطين ترعتين بإجمالى أطوال ٣٨ كم بإجمالى كميات حفر تقدر بـ ٩ ملايين متر مكعب، وتم إنشاء محطتى رفع بإجمالى ١٠ طلمبات بطاقة إنتاجية ٣ ملايين م٣/اليوم، كما تم مد شبكات رى بإجمالى أطوال ١١٠٧ كم بأقطار تتراوح من ١٨٠ مم إلى ١٢٠٠ مم بإجمالى حفر ٤ ملايين م٣، وتم تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات، كما تم انشاء أجهزة الرى المحورى ١٢٣٥٠ برجا هوائيا بإجمالى ٢٢٤٧ كم هوائيات، وتم تركيب وتشغيل ١١٠٣ أجهزة رى محور.