حروب الجيل الرابع تستهدف تغيير اتجاهات الشعب لإسقاط مؤسسات الدولة

اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي: مصر لن تنكسر أبدًا بجيشها القوي وتلاحم شعبها

اللواء سمير فرج
اللواء سمير فرج

■ كتب: محمد ياسين

مصر لم ولن تهزم أبدًا.. هكذا بدأ اللواء سمير فرج، الخبير الاستيراتيجى حواره لـ«آخر ساعة»، مُستعيدًا ذكريات مُشاركته فى العديد من الحروب منها حرب اليمن وحرب 1967 وكذلك حرب الاستنزاف، ومُشيرًا إلى أن مصر نجحت فى نفض الغبار من عليها بعد انتكاسة يونيو، وبدأت فى إعادة بناء نفسها وقواتها المسلحة من خلال تلاحم الشعب المصرى ووقوفه وراء قيادته السياسية وقواته المسلحة. 

◄ كيف كانت ذكرياتك مع معركة يونيو 1967؟
ـ بدأت القصة فى شهر مايو ١٩٦٧، عندما تواردت أنباء عن احتشاد قوات إسرائيلية أمام الحدود السورية، فى اتجاه هضبة الجولان، وهو ما نبأ بنية إسرائيل لشن هجوم على سوريا، والاستيلاء على هضبة الجولان، فصدرت الأوامر، فى مصر، بتحريك القوات المصرية إلى سيناء، فى مظاهرة عسكرية لردع العدو الإسرائيلي عن تنفيذ مخططه بالهجوم، واحتلال الأراضى السورية، ولعل أول أخطاء القيادة العسكرية المصرية، حينها، هو عدم تحديد مهمة القوات المصرية، التى تتحرك إما فى مهمة دفاعية، أو لتنفيذ عملية هجومية، أما وجودها بهدف مظاهرة عسكرية، فهو ما لم يرد فى مراجع القتال العسكري.

وفى ذلك الوقت، كان هناك جزء كبير من القوات المسلحة المصرية تحارب فى اليمن، أما باقى القوات الموجودة فى مصر، فكان معظمها عائدا، لتوه، من تلك الحرب، وكنت ضمن تلك القوات العائدة من اليمن بعد ثلاث سنوات، قضيتها فيما لا يمكن تصنيفه بأنه حرب، بمفهومها التقليدى الحديث، وإنما كانت معارك جبلية،كنت وقتها برتبة ملازم أول، ضمن القوات المقاتلة إلى سيناء.

◄ كيف تحركت مصر بعد الهزيمة؟
ـ مرت الشهور، ونحن نحفر الخنادق ونزرع الألغام، لمنع إسرائيل من عبور القناة، والوصول للعاصمة، ونتدرب على استخدام الأسلحة الجديدة، وقضيت السنوات الست، عمر حرب الاستنزاف، على الخط الأول للضفة الشرقية لقناة السويس، يفصلنى عن خط بارليف مسافة 200 متر، هى عرض القناة، كان المخطط المصرى، خلالها، يضع خطته لعبور قناة السويس، التى عُرفت، فى عهد الرئيس عبدالناصر، باسم خطة المآذن العالية، وتطورت إلى الخطة جرانيت، فى عهد الرئيس السادات. وخلال حرب الاستنزاف، عانى الشعب المصرى، العظيم، الكثير من المصاعب، منها التهجير من مدن القناة الثلاث، بورسعيد والإسماعيلية والسويس، إلا أنه تحملها، دعماً لجيشه وقائده، ليحول هزيمة يونيو ١٩٦٧، إلى نصر مبين فى السادس من أكتوبر من عام 1973، ليؤكد، مجددا، أن مصر لن تهزم، أبداً، ما دام لها جيش قوى، وشعب مساند.

◄ ماذا عن حروب العصر الحالي؟
نحن الآن فى عهد ما يطلق عليه العالم حروب الجيل الرابع والخامس .. التى لم تعد الحرب الحديثة هى بندقية لبندقية أو دبابة ضد دبابة ولو طالعنا مقدمة كتاب حروب الجيل الرابع والخامس، نجد أنها تحكى عن مصر فى مقدمة الكتاب،  مصر فى 1967 انهزمت ولكنها لم تسقط لأن هناك شعبا واقفا وراء الجيش وراء رئيسه، ومن هنا بدأت الفكرة أنك إذا أردت أن تسقط دولة ليس بإسقاط القوات المسلحة، ولكن أن تسقط شعبا، فكانت حروب الجيل الرابع أنها موجهة للشعب لإسقاط الشعب بفكره بآرائه بفقدانه الثقة بدولته وبرئيسه وبقواته المسلحة، فيفقد الثقة بمستقبل هذا البلد، ويبدأ بتغذية العقول بترديد كلام: «البلد ضايعة، أو رايحة فين» من خلال ترديد الشائعات وترويج الأخبار الكاذبة المغرضة الموجودة فى كل مكان.

الإخوان لديهم محطاتهم الموجودة فى كل مكان، وتحاول كل يوم أن تسىء إلى كل ماهو ناجح فى مصر ومن هنا جاءت فكرة أننا الآن نعيش فى مرحلة حروب الجيل الرابع والخامس هى مرحلة التشكيك، مستغلة التكنولوجيا الحديثة، فمثلا اليوم نجد الكتائب الالكترونية التى هى عبارة عن فرد لديه ١٠٠ جهاز كل جهاز له حساب خاص الأول محبى النادى الأهلى فكل محبى النادى الأهلى ستشارك على هذا الحساب والثانى محبى الزمالك والثالث محبي محمد صلاح ويبدأ فى نشر أهداف وأخبار محمد صلاح وابنته وزوجته، وفى وسط هذا يضع السموم التى يريد نشرها والشائعات التى يرغب فى ترويجها، وبالتالى نجد أن الكتائب الالكترونية هى كتائب مؤثرة جدا، وخاصة على الشباب الذى لم يعد يقرأ جرائد ولم يسمع راديو ولم يشاهد التليفزيون، فتصبح كل معلوماته من هذه الكتائب وبالتالى فإننا فى هذه الحروب التى نعيشها الآن.

◄ وما المطلوب من الشعب المصري؟
ـ المطلوب من الشعب الوعي، والمطلوب من الدولة والإعلام فى المدارس والجامعات ودور العبادة الجوامع والكنائس، نشر التوعية، لكل الفئات  طوال الوقت، حتى نستطيع مجابهة كل هذه الشائعات، ولابد أن نرد فورًا على كل هذه الأكاذيب والشائعات ولا ننتظر لأن الشائعة تكبر حتى تصبح ككرة الثلج، فى النهاية لا تستطيع السيطرة عليها، فالمطلوب فى الفترة المقبلة، الوعى والتوعية.