عادل دربالة يكتب: دروس المحنة

مازلت لا أصدق أن الطيبة قد رحلت عن بيتنا والبركة قد غادرت من جوارنا، لا أصدق حتى أنها لم تعد موجودة، لم تعد تطمئن علينا كعهدها دوما، لا أصدق أننى لن أسمع صوتها كل صباح، لا أصدق أن تلك الصفحة ناصعة البياض قد أغلقت لكن أحدثكم من هذا الموقف، حقيقي الأم نعمة كبيرة، الحب الصادق شيء ثمين، البركة المفرطة لا تقدر بثمن، من أهم دروس تلك المحنة الصعبة أرسلها لكم، لا تضيعوا ولو فرصة صغيرة، لحظة، ثانية واحدة دون اغتنام تواجد آبائكم وأمهاتكم بينكم، هم الحب الذى لا يعوض، هم الرزق وما أعظم هذا الرزق، هم البركة، هم أبواب الجنة وطريقها الممهد، هم الخير كله، الحياة لا تستحق الصراع الدائم، افتحوا صفحات جديدة مع الجميع، حاولوا أن تكون رسالتكم التسامح، حقيقى لا طعم للحياة ولا قيمة لها لو تحولت لصراع دائم، علينا أن نفتش جيدا فى دفاتر أيامنا وسوف نجد أنها لا تستحق كل هذا الصراع، الثروة الحقيقية الباقية هى السيرة الطيبة و الحب البعيد عن المصالح والتسامح بدون هدف و الأقرب بعيدا عن البحث عن مكاسب، تلك أهم الدروس وعليكم اغتنامها رحم الله أمى و كل الأمهات.