قلب مفتوح

هشام عطية يكتب: توك توك.. وبلطجة.. ومهرجانات

هشام عطية
هشام عطية

■ بقلم: هشام عطية

تحالف ثلاثى مدمر يغزو الشارع المصري، أبطاله التوك توك و«أغاني» مهرجانات وثالثهم البلطجة، خطورة هذا الثالوث المدمر كارثية يجب أن ينتبه اليها كل من يهمه أمر هذا البلد وناسه، حيث يؤدى الى انحطاط الذوق والوعى العام، ينتهك الآداب العامة يعتدى على كل القيم والثوابت الأخلاقية والإنسانية التى تحمى المجتمع من الانهيار.

التوك توك «مسجل خطر» امتلأت صحيفته الجنائية بكل انواع الجرائم من النشل حتى القتل، ناهيك عن مخالفة هذه المركبة السرطانية لقوانين المرور والعمل والطفل وعدة قوانين أخرى، فإن الطامة الكبري التى قد نكتوي بنيرانها خلال السنوات القادمة وهى تجريف مصر من الحرفيين والصنايعية المهرة بعد أن هجر رجالها وشبابها امتهان الحرف؛ جرياً وراء مكاسب التوك توك الهارب من أعباء التراخيص ومخالفات المرور والضرائب!.

لم يكتف التوك توك بكل هذه الجرائم بل أصبح «دي جى» متنقل وراعيا رسميا لأغاني المهرجانات التى تقتل كلماتها كل المعانى النبيلة وتحض على العنف والكراهية والتنمر.
لن أكرر ألفاظا قذرة تأتى فى سياق هذه المخدرات الغنائية الملوثة للسمع لكنى أتساءل كيف يتم إنتاج هذه الأغاني الهابطة بعيداً عن رقابة المصنفات الفنية،لماذا لا يتم القاء القبض على مطربى ومروجى هذا الافساد المتعمد لذوق المصريين؟!.كل الدراسات الغربية الحديثة أكدت أن التلوث السمعى يدفع الشباب نحو العنف والانضمام للجماعات الإجرامية.

فى كل جرائم البلطجة التى حدثت بالشارع خلال العقد الماضى فتش عن التوك توك ستجده الناقل الرسمى للمجرمين والضحايا وأهم أدوات تنفيذ الجرائم بداية من السرقة والقتل حتى الخطف والترويع والتحرش والاغتصاب وترويج المخدرات!. ظنى أن حالة الانفلات التى يسببها هذا الثالوث المرعب فى الشارع ستظل مستمرة طالما التشريعات القادرة على حماية الذوق العام فضفاضة متفرق دمها بين قوانين عدة بما يتيح الفرص للتلاعب والحيل القانونية للإفلات من العقاب.

لابد من وجود تشريع محكم يحدد ما هو مفهوم الذوق العام يتضمن شرحاً واضحاً لكل أشكال الفوضى التى تجرى فى الشارع من إلقاء القمامة والاعتداءات اللفظية والجسدية التحرش والعنصرية وارتداء الملابس غير اللائقة وحتى تشويه الجدران والضوضاء، دون ذلك فإنه يتوجب علينا أن نقرأ الفاتحة على الذوق العام لبلد صدر الذوق لكل بلاد العالم.