قلم على ورق

محمد قناوي يكتب: إيلون ماسك.. واللمبي 8 جيجا

محمد قناوي
محمد قناوي

لم يتخيّل صُناع الفيلم الكوميدى الفانتازى «اللمبي 8 جيجا» وهم «المؤلف نادر صلاح الدين والفنان محمد سعد والمخرج أشرف فايق» أن قصة الفيلم ستصبح حقيقة بعد عدة سنوات من عرضه وأنه سيأتى اليوم الذى تسمح فيه هيئة الدواء والغذاء الأمريكية قبل أيام قليلة لشركة نيورالينك المملوكة للملياردير الأمريكى إيلون ماسك بإجراء أول تجربة لزراعة شريحة إلكترونية فى دماغ بشرى تستخدم فى علاج حالات طبية منها العمى والشلل وتلك هى البداية حيث يهدف ماسك على المدى البعيد إلى الوصول إلى ما يصفه بـ«الإدراك البشرى الخارق» لمواجهة تفوق الذكاء الاصطناعي، الذى يعتقد أنه قد يدمر الجنس البشرى فـ«إيلون ماسك» يهدف إلى أن يصنع اندماجًا كاملًا بين الدماغ البشرية والآلة، لكى يتحقق التعايش بين القدرات البشرية والذكاء الاصطناعى، ولكى يحقق خطته تلك فإنه سيدمج بين تطبيقات الأخير واستخدام الهواتف المحمولة الذكية، لخلق قوة حاسوبية جبارة فى عملية يريد أن يجعلها آمنة، وقد أثار إعلان شركة «نيورالينك» بدء هذه النوعية من التجارب فى دماغ البشر آمالا بشفاء كثيرين من المصابين بأمراض مثل الشلل الدماغى، ولكن وسط مخاوف علماء من آثار جانبية طبية محتملة على الدماغ، وهذا ما حدث حاليا ونحن فى عام 2023.

وقبل حوالى أربعة عشر عاما أطل علينا عبر شاشة السينما عندما كتب السيناريست نادر صلاح الدين سيناريو الفيلم السينمائى الكوميدى الفانتازى «اللمبى 8 جيجا» والذى كان بمثابة رسالة تحذيرية واضحة، لا أقول إنه تنبأ بما سيحدث من تطور علمى مذهل ولكن ألقى الضوء باسلوب سينمائى خفيف عن الأبحاث التى تجرى فى الغرب، وما يدور فيها، ولكن بطريقة غير مباشرة، وللأسف لم يهتم الكثير بهذا الأمر، واكتفوا بالضحك على أحداث الفيلم، الذى قام ببطولته الكوميديان محمد سعد وآخرون، وتدور أحداثه حول «اللمبى فتح الله عايش» وهو شخص يعيش بذكاء محدود وعقل متواضع، ويعمل محامى عرائض أمام المحاكم بلا أى أهداف أو وسائل يمكن من خلالها تحسين وضعه المادى أو الاجتماعى، لكن خلال الأحداث يلتقى بدكتور يزرع له شريحة إلكترونية فى عقله، تجعله يتحول إلى محام خارق بقدرات ذكاء عالية، ويمكنه قراءة ما تخبئه الذاكرة بمجرد النظر فى العيون ويستطيع تخزين والاطلاع على المعلومات وكأنه جهاز حاسوب إلكترونى، ما يتطابق مع الفكرة التى استوحاها ويسعى إلى تحقيقها إيلون ماسك.

ما حدث فى فيلم «اللمبي ٨ جيجا»، أثبت أنه ليس كل أفلام الكوميديا هزلية بلا هدف سوى الترفيه والضحك، وأن هناك بعض الأفلام الكوميدية ناقشت قضايا هامة فى المجتمعات، وأيضا لها تنبؤات تتحقق فعلا على أرض الواقع لتثبت الدور الإيجابى للسينما والفنون فى المجتمع.