قلب جريء

خيري الكمار يكتب: هل يتعظ السارقون ؟

خيري الكمار
خيري الكمار

على مدى الأسبوعين الماضيين سيطرت على الساحة الإعلامية والسوشيال ميديا أزمة مصممة الجرافيك غادة والي وإتهامها بسرقة لوحات الفنان الروسي جورجي كوراسوف، وإستخدامها في بعض أعمالها، وهي الأزمة المتوقع لها أن تستمر لفترة بعد أن بدأ محامي الفنان الروسي في إتخاذ بعض الإجراءات للحصول على حقوق موكله في نفس الوقت الذي ترفض فيه والي ومحاميها الإتهام بسرقة لوحات كوراسوف، وما أحب أن أتناوله بخصوص هذه الأزمة هو قضية قيام البعض بسرقة العديد من الأعمال الفنية الأجنبية وتقديمها في أعمال مصرية دون الإشارة لذلك، بل إنهم ينفون تماما قيامهم بالسرقة عندما يكتشف هذا الأمر ويتم الإشارة له، وخلال السنوات الأخيرة الماضية قدمت عدة أعمال تليفزيونية وسينمائية “منحوتة” بالتفاصيل المملة من أعمال أجنبية، حتى في الحوار والكادرات وملامح البطل، بل وفي بعض الإكسسوارات التي يرتديها.

ورغم ذلك نفى صناع هذه الأعمال أنهم قدموها عن الأعمال الأجنبية الأصلية، أو أنهم يعرفون أي شيء عن هذه الأعمال، وإن من يتهموهم بذلك هم أعداء النجاح، ومن يرون أن الكتاب والمخرجين المصريين لا يستطيعون تقديم أعمال تصل لمستوى الأعمال الأجنبية، ورددوا عبارات تحمل سخرية بل وإتهامات لمن كشف سرقتهم، وهناك منهم من أدعى أن العمل الأجنبي هو المأخوذ من عمله رغم أنه أنتج وعرض قبل عمله بعدة سنوات في تطاول واضح ومحاولة لقلب الحقائق، وأتمنى أن يتعظ السارقون ويدركون أنه في عصر العولمة، والذي جعل العالم كله بالفعل قرية صغيرة.

وأصبح أي عمل فني يقدم في أي دولة بالعالم يصل إلينا ويمكن متابعته بسهولة شديدة على العديد من المنصات العالمية، وأن الصوت العالي في دفاعهم عن سرقاتهم لن يفيد ولن يخفي الحقيقة، وأن هذه السرقات يمكن أن يعلم بها أصحاب الأعمال الأجنبية الأصلية، ووقتها يمكن أن يتسبب ذلك في تعرضهم للمساءلة القانونية ودفع تعويضات بالملايين، وعلى من يعجب بعمل أجنبي ويقرر إعادة تقديمه أن يسلك الطرق الشرعية، ويحصل على الموافقة على ذلك من شركات إنتاج هذه الأعمال، وهو ما حدث بالفعل في عدة مسلسلات مصرية وعربية قدمت في السنوات الأخيرة الماضية، وتم بالفعل الحصول على حق إعادة تقديمها من شركات إنتاجها الأجنبية، لأن هذا هو الطريق الشرعي لتقديمها.. وليس سرقتها.


 

;