أخر الأخبار

نزار السيسي يكتب: عزيزي الإنسان

نزار السيسي
نزار السيسي

..أنت تنتمي إلى الأرض وليس إلى أرض، وإلى التّاريخ وليس إلى تاريخ، إذن كن إنسانًا يستحق إنسانيته الكبيرة. أنظر إلى كل الجهات وامض وحيدًا. ما علاقتك أنت بتلك القبائل، ولماذا عليك أن تظل امتدادًا غامضًا لها عمرك قصير وعليك تسديده بدقة كطلقة واحدة لا يحق لها أبدا أن تضيع. العالم واسع وكبير، وبعيد، والوقت ينفذ منك كتسرب مستمرّ في قنينة غاز صغيرة، والكتب تكتب كل يوم، كتب تبدأ من النّهاية وتتفرع في المستقبل. لكنهم علموك أن تقرأ شيئًا واحدًا، وتفكّر بطريقة واحدة، وتستنتج نفس الاستنتاجات، وتعادي ما يعادون، ولا تألف إلاّ ما يألفون. جعلوا منك غصنًا في شجرة جامدة!! 

إن أردت أن تصبح إنسانًا واعيًا، ابتعد عن الأفكار التي يجمع عليها أكثر من مائة شخص.. لا تكن أنت الرقم مائة وواحد، أو مائة واثنين.ابحث لك عن أفكار معاكسة، في الاتجاه الآخر، عبر الطّريق الجانبيّ الغامض. 

ابتعد عن أفكارهم حتى وإن كانت صحيحة، فمهمّة الانسان الحر ليست الذّهاب في طريق كبير مؤدّي وصحيح، بل خلق طرق جديدة في الطّرق المسدودة، احفر نافذة في الجدار على مقاسك، واهرب عبرها، طر من على حافتها بحريّة مع العصافير. ‏لا تتركهم يخدعونك بعددهم وعتادهم وقدرتهم الجماعيّة المؤثّرة على قول الحقيقة لشخص واحد أعزل. العدد وَهْمٌ مضاعف، والحقيقة الوحيدة الّتي عليك الإيمان بها هي الشكّ والرّيبة والهرب المستمرّ من الحقائق الجاهزة، إنّهم لا يقولون لك الحقيقة إنّهم يخرجون لك ديناصورًا من قبعة !!!

حين تهب رياح الغضب من شأنها أن تقتلع أشجار الحب من أرضية الروح، أن ترسل شىواظ نيرانها على سنابل الأمن في النفس، أن تفزع أطيار المودة الهاجعة في أعشاش السكينة، أن تكسر أغصان العاطفة التي كنت تربيها برفقة من تحب، سنوات طويلة.قد تشفي صدرك بانفعالك ساعة ثم تشتعل ندما إلى أمد بعيد.

يكفيك من الحياة إنسان واحد يكون بمثابة العافية في حياتك ،إنسان قادر أن يغنيك عن كل الناس دائما صادق في قوله وفعله،يعرف أن الخطأ وارد وأن كل حاجة تعالج بالتفاهم،إنسان كأنه ركن طمأنينة حين تقلقك الأحداث تهرب إليه أكبر الأثر في حياتك ينبع من علاقة آمنة تعطي لحياتك حياة.

;