ضريبة الزواج في السر

أرشيفية
أرشيفية

اعتقدت الزوجة بأنها تحمل من الأدلة التي تقدمها لمحكمة الأسرة أن الملابس الخاصة بزوجها سوف تثبت زواجه منها، ووقفت وبدموع تتساقط فوق الملابس، وهي تعرضها تطلب الحكم بنسب طفلتها (عامين) والجنين الذي تحمله داخل أحشاءها ولم يولد بعد.

اقرأ أيضا| زوجة أمام محكمة الأسرة: جوزي عاوز يتجوز بنت خالتي بـ«الطلاسم وماء الملح»| خاص

وبعين زائغة، وصوت متحشرج قالت: لقد كانت تتردد على محله التجاري القريب من مسكنها لشراء حاجاتها منه، وبدأ يتودد لها ويمطرها بكلمات الحب والغزل، ويبدي دهشته من أنها تحضر بنفسها لشراء كل شيئ، وأوضحت له بأنها تعيش وحيدة بعد أن طلقها زوجها.

وتستكمل قائلة: وفي المرة التالية فوجئت به يطلب منها الزواج واشترط أن يكون الزواج سرا لأنه يخشى على حياته مع زوجته الأولى أم أولاده، ووافقت وتزوجها عرفيا وكان يتردد عليها في المساء خشية افتضاح أمره حتى حملت في طفلتها الأولى، وبدأت معاملته لها تتغير وأخذ يغيب عنها ويختلق الأعذار، فما كان منها إلا أن تصبر على هذه الحياة التي ارتضتها لنفسها، حتى حملت في الطفل الثاني الذي لا يزال في بطنها.

وفي أحد المرات طلبت منه أن يعقد عليها رسميا. فوافق وأسرعت بإحضار المأذون إلا أنها فوجئت بالزوج ينهرها ويسبها وقام بصفعها على وجهها، وانتابته حالة من العصبية الزائدة وقام بطرد المأذون الذي علت وجهه علامات الدهشة.

وهرول الزوج مسرعا تاركا المنزل أيضا بعد أن استولى على العقد العرفي الدليل الوحيد على قيام الزوجية بينهما.

وجدت الزوجة نفسها وحيدة، ضائعة فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة التي رفضت دعواها لأنها لا تستند إلى دليل، وتقدمت باستئناف الحكم لثبوت بنوة الطفلين إلى أبيهما التاجر وبالنفقة لهما.

وتوجهت إلى محكمة الاستئناف بعد أن حصلت على إخطار من البنك إلى التاجر بأن له رصيد كبير، وتقدمت بستة شهود من بينهم المأذون الذي رفض الزوج أن يعقد قرانه عليها أمامه، والمنجد الذي قام بعمل مراتب السرير، وبعض من جيرانها.

وبعد أن استعرضت الدائرة الاستئنافية ظروف القضية واستمعت إلى الشهود، أصدرت حكمها بثبات نسب الطفلين إلى أبيهما التاجر، وجاء في أسباب الحكم

إن الأصل في النسب هو الاحتياط في ثبوته ما أمكن، فهو يثبت مع الشك ويبنى على الاحتمالات النادرة، التي يمكن تصورها بأي وجه حملا لحال المرأة على الصلاح وأحياء للولد، وفي ثبوت النسب أجيزت الشهادة بالشهرة والتسامح، واغتفر التناقض فيها.