«عصيان» قصيدة للشاعر علي أبو سالم

علي أبو سالم
علي أبو سالم

يا مَنْ حَوَّرْتَ البَحرَ مِدِادًا

والشَطُّ وُرَيْقَاتٍ مِنْ نورْ

انزِفنِي وَهَجًا أَسوَدْ

فَلَعَلَّ الجَارِحَةَ الفَوَّاحَةَ بالتَحنَانِ تَثُورْ

وتَهُزُّ النَخْلاتِ العَاقِرْ

اِرتَشِفِ النارْ

حَلِّقْ ما عادَ الليلُ يَزُفُّ إليَّ البَرْقْ

فَكُنْ غَيْمَاتٍ حُبْلَى بِغِنَاءٍ

يتثائب فيه الشوق

وحينَ تَهُشُّ الرِيحُ الشَمسَ

وراءَ سماءٍ لا تعرِفُهَا النَجْمَاتْ

تُمْطِرُكَ الغَيْمَاتُ نُجُومًا مِنْ لُؤلُؤْ

كُنْ نَهْرًا في كُلِّ الأوقَاتِ شَقِيًّا لا يَهْدَأْ

كُنْ مثلَ البَحرِ يَمُوجْ بآخر أمنية من صرخات غريق

وكُنْ غاباتٍ مِنْ حِنْطَةْ

ونَهَارًا يَلْهُو بينَ الخَيْطِ الأبيضْ

والخَيْطِ الأسوَدْ

يا هذا..

أرجوكَ بِحَقِّ العِشْرَةِ

لا تَتَرَدَّدْ

خُذْ إلْهَامَكَ مِنْ إبْريقِي

وتَشَكَّلْ مِنْ ظَمَأِ الطِّينْ

يا هذا..

هل زَغْرَدَ عُصفور في قَفْرٍ

 يَنْعِقُ فيهِ البُومْ؟

أَمْ حينَ الطِّينِ يُغَنِّي للطُلَقَاءِ

غِنَاءً أَخضَرْ

عُصْفُورُ الطِّينِ يُزَغْرِدْ

لا تَتَرَدَّدْ

كُنٍ ضَوْءًا تَسْكُبُهُ الشَمسُ

على هَامَاتِ النَخْلْ

كُنْ عُودًا

يَتَبَرَّأُ حينَ يُشَاغِبُهُ النُورُ

مِنَ الظِلّْ

يا هذا حَلِّقْ

لا تَخْشَ الرِيحْ

ما قَصَّ الرِيحُ جَنَاحًا مِنْ قَبْلْ

حَلِّقْ..

عَلَّ البَحْرَ يُهَاجِرُ مِنْ شُطْآَنِ المِلْحُ

ويَسْكُنُ فوقَ جَنَاحِكْ

عَلَّ الشَاعِرَ

قد ضَلَّ سَفينَةَ نُوحٍ

ويُفَتِّشُ عن أرضٍ في عَيْنَيْكْ

تَدَمْشَقَ عَنهَا الماء..

جَبَلُ يَعْصِمُهُ الآنَ مِنَ الطُوفَانْ

حَلِّقْ..

كَيْ يَأْكُلَ ذِئْبُ الغَابَةِ

مِنْ كَلِمَاتِ اللهِ، العُشْبَ

ويَرْعَى قَطِيعَ الغِزْلانْ

حَلِّقْ..

كَيْ تَرْضَعَ مِنْ ثَدْيٍ واحِدْ

كُلُّ الأَضْدَّادْ

فلا نَعْرِفُ قِطًّا مِنْ كَلْبْ

 ياهذا حَلِّقْ..بالله عليك.

كَيْ يَفْقِسَ بَيْضُ حَمَائِمِنَا

في جُحْرِ الثُعْبَانْ