صباح الجمعة 

أرمنيوس المنياوي يكتب: الثلاثية القاتلة في الأحزاب 

أرمنيوس المنياوي
أرمنيوس المنياوي

في مقالة الأسبوع الماضي كنت قد تناولت في فقرة محور الأحزاب المصرية في الشارع المصري، وأشرت في تلك الفقرة إلى حالة الفقر السياسي الذي تعاني منه الأحزاب السياسية في مصر ولاسيما الكبيرة منها دون إستثناء، وهو الذي جعل الكثير منها يرتمي في حضن الكرتونة والبطانية والقافلة، ويقتصر دورها في الغالب على تلك الفعاليات وهو ما يرسخ مفهوم التنبله عند المواطن، ويربط أى إستحقاقات قادمة بتلك الثلاثية القاتلة لكل عمل سياسي شريف ومحترم وهادف وبناء.

عقب هذه المقالة جاءتني ردود فعل كثيرة منها منزعج مني وأنا الذي أشغل موقعا قياديا في حزب كبير يضم كوادر بشرية في كافة نجوع وفري ومراكز ومدن الجمهورية, ومنها ما هو مؤيد تمام لما كتبت ترحما على الحياة الحزبية الحقيقية التي يتطلع إليها المجتمع بعيدا عن الثلاثية القاتلة لكل ما هو عمل حزبي وسياسي .. مادحا لي وطنيتي وخوفي على بلدي في مرحلة دقيقة من عمر الوطن في ظل حوار وطني أطلقه سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام قليلة وما كان سيادته قد أقبل على طرح مثل هذا الحوار إلا بعدما شعر أن البلاد في حاجة شديدة إليه وهو حوار جاء في وقته لكي يعيد الوطن والناس من جديد على قضبان التقدم والتطور.

اقرأ أيضا.. أرمنيوس المنياوي يكتب: الحوار الوطني ودور الأحزاب

حقيقة لم اقصد فيما كتبت لا ذما ولا مدحا، وبطبعي أكتب ما يمليه عليا ضميري الوطني بصفتي رجل مغروس في العمل السياسي وأمتهن مهنة تقربني كثيرا من المواطن في الشارع المصري وأشعر بما يشعر به ولكوني أيضا  أشغل  موقعا حزبيا في حزب يرى في نفسه أنه الأقوى في الشارع وهذا صحيح بحكم كثرة عدد من ينتسبون إليه.

لكن في مجمل الأمر فأنني من واقع رؤيتي للحياة الحزبية في مصر كتبت محذرا من تلك الثلاثية القاتلة لكل عمل حزبي في مصر والتي تقوم بها بعض الأحزاب بسبب عدم الفهم الجيد للعمل الحزبي والدور الحقيقي لأى حزب سياسي بل أنها تتعارض مع الطريق السليم لما يتطلع إليه أى حزب سياسي، بل أنني لا أبالغ بأن ثلاثية البطانية والقافلة والكرتونة هي كفيلة بسد شريان الحياة السياسية في مصر لأنها ليست طريقة حزبية سليمة في الهدف الرئيسي لأى حزب سياسي يريد الوصول للسلطة ولاسيما ونحن جميعا كسياسيين وقفنا طويلا ضد مثل هذه الممارسات والتي كانت تقوم بها جماعة فئوية تريد الوصول للسلطة وسدة الحكم وهي طريقة مضللة وتؤدي إلى نتائج سياسية غير حقيقية في أى مجتمع.

بل أنني أرى في تلك السياسية ظلما كبيرا للأحزاب لنفسها وللمجتمع الذي تعمل فيه، بالإضافة إلى أن مسألة الكرتونة والبطانية والقافلة هو حق أصيل لمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية وليس من مهام الأحزاب السياسية والتي تجور الأخيرة بهذا العمل على دور المجتمع المدني وشتان الفارق بين تطلعات هذا وتطلعات ذاك.

وأتصور أن الثلاثية قاتلة للعمل الحزبي والسياسي في المهد لأنها بالإضافة إلى هروب الكفاءات التي هي غير مقتدرة ماليا فإن ذلك يعد من قبيل تصغيرا لدور الحزب في الشارع واحيانا يصل الي حد السخرية مما يقوم به الحزب لأنه حتى في ذلك لن يكون قادرا على أرضاء الشارع من خلال تلك الثلاثية البغيضة والتي أراها من صميم العمل الأهلي والجمعيات وليس الأحزاب.

أيضا مثلما قولت فأن مردود الثلاثية في الشارع ليس جيدا لأنها تخلق لدينا مواطنا كل فهمه للعمل السياسي ليس إلا كرتونة وبطانية وقافلة وهذا غير صحيح بالمرة ويكسر حدة الوعي لدي المواطن بأهمية دوره تجاه وطنه وأنتماؤه اكبر بكثير من حصوله على مفردات تلك الثلاثية حتى من قبيل تطبيق المثل الصيني الدارج لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطاد سمكة، وهذه الثلاثية ضد ما تتطلع إليه القيادة السياسية للوطن في المستقبل وهي خلق مجتمع منتج وهو الحال الذي على كافة الأحزاب السياسية أن تشتغل عليه خلال الفترة القادمة ولن يحدث ذلك إلا من خلال كوادر حزبية مثقفة ومتعلمة ولديها وعي لكي تكون قادرة على التفاعل مع عقول المواطنين وليس بطونهم ..لأن العقول تعمل في إطار إستراتيحية طويلة الأمد عكس البطون فأنها تحتاج للشبع اللحظي وهذا لايقدم وطن.

ثم يأتي دور القادرين ماليا في الوقوف بجوار بلدهم في تشجيع كل ما هو تخطيط إستراتيجي ودعم كل فعاليات التوعية الجادة وعلى الحزب أن يصر على تنمية العقول مستقبلا لا إشباع البطون لأن الأخيرة ليست هي مملكته, ومن هنا يأتي دور خلية التثقيف في الحزب والتي ينبغي أن يشارك فيها كل من يملك ادوات التثقيف والوعي لأنها هي فقط التي يمكنها أن تنتقل بالعمل السياسي لأن يكون عاملا رئيسيا في زيادة الوعي والانتماء بين المواطنين تجاه الوطن وهو بدوره يساعد من هم في سدة الحكم لكي يؤدون دورهم بأريحية في بناء وطن من خلال مجتمع يفكر وينتج دون إنتظار لعربة بها كراتين أو بطاطين ..مجتمع قادرا على التمييز بين دور الحزب السياسي الذي يخلق الإنتماء ويقدم حلول إستراتيحية وبين دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني شريطة أن لايجور أى منهما على دور الٱخر..

اللهم بلغت اللهم فأشهد ..من وازع وفهم وطني كتبت لأن يقيني أن الأحزاب الجادة والقائمة على الفهم هي النقود المجتمع وليس العكس.


=========
 ٱخر السطور 
=========


* صديقي المستشار عطا يوسف المحامي بالنقض عاش على مدار أسبوع كاملا إحتفالات السيدة العذراء مريم بدير العذراء  بسمالوط.وهو ما تزامن أيضا مع حلول مسار العائلة المقدسة.. الرجل بعدما عاش وشهد وسمع من الناس عن جهود أجهزة الأمن بالمنيا وهو محق في ذلك واتفق معه تماما ومن ثم فهو قد وجه شكره بالإصالة عن نفسه ونيافة الحبر الجليل الانبا بفنتيوس مطران سمالوط والمعصرة إلى اللواء أسامة عبد العظيم مدير أمن المنيا واللواء هشام عبد الواحد مفتش الأمن الوطني والعميد علاء مختار وكيل جهاز الأمن الوطني واللواء حاتم ربيع مدير المباحث الجنائية وايضا مفتش الأمن العام.. حقيقي من يعمل صلاحا وجب علينا شكره.. شكرا لك معالي المستشار الجليل.

* الدكتورة مارينا زاهر نخله عضو الإتحاد العام للمصريين بالخارج  بالولايات المتحدة الأمريكية والذي يترأسه الدكتور رأفت صليب.

د. مارينا زاهر  حققت نجاحا كبيرا في مجال ذوي الإحتياجات الخاصة ولاسيما في مجال الأطراف الصناعية للدرجة التي أبهرت الدكتورة سهى الجندي وزيرة الهجرة والتي ألتقتها منذ أيام قليلة. الشيئ الهام في تلك المقابلة أن الدكتورة مارينا نخله أبدت إستعدادتها للتعاون مع المجتمع المدني في مصر في هذا المجال.

الجدير بالذكر أن الإتحاد العام للمصريين بالخارج بأمريكا يقدم خدمات جليلة للمصريين سواء كانوا في مصر أو في امريكا ..نموذج مصري مشرف برئاسة السيد رأفت صليب ومعه كوكبة من المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر الأتحاد ملتقي رائع لهم ويضم في عضويته شخصيات عالمية على رأسهم الدكتور فاروق الباز .

* اتمنى من كل قلبي أن يحقق النادي الأهلي فوزا كبيرا على الوداد المغربي الثلاثاء القادم يعينه في مباراة العودة بالمغرب في نهائي كأس رابطة أبطال الدوري الأفريقي.