وحى القلم

قمة كُتب لها النجاح

صالح الصالحى
صالح الصالحى

لماذا قمة عربية الآن؟!..

سؤال أجاب نفسه بنفسه فى سرعة استجابة وتلبية للدعوة من جميع الدول العربية، رغم الأجواء المؤسفة التى تسيطر على الكثير منها فى تداعيات لفوضى بعد ثورات الربيع العربى التى أصابت أمن وأمان جميع الدول العربية بلا أستثناء سواء من شملتهم الثورات أو من كانوا جيرانا من قريب أو من بعيد، فأصبح الكل فى مركب واحد يعانى أو يحاول أن يتجنب تداعيات ما أصاب غيره..

ليحضر الجميع وكل أمله تقديم أو الحصول على حلول تدعم وحدة العرب وتجاوز الخلافات، فأثبت حضور الكل قمة جدة تجاوزها والقفز عليها وسط اتفاق الجميع على التوافق على سلامة الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها، وهو ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه أمام القمة من خارطة طريق لاصلاح أوضاع دول مُزقت على مدار أكثر من عقد من الزمان.. وهنا تأتى مشاركة القيادة السياسية الحكيمة الواعية المؤمنة بالهم العربى..

المقدمة لحلول تدعم ترابط الأشقاء، فإن تحدثت مصر أصغى الجميع.. فالارادة السياسية حاضرة لانقاذ حياة مستقبل الشعوب فى التوافق على التعاون والمؤازرة، حيث أكدت مصر بأنه لايستقيم أبدا أن تظل آمال الشعوب رهينة الفوضى والتدخلات الخارجية.

شرحت مصر بالتحليل والدليل كيف وصلت الأمور وكيف دفع الخلاف إلى تعميق أزمات الدول العربية، فى حين أنها لم تنس دورها تجاه القضية الفلسطينية مهما واجهت من تحديات لتطلق رسائل لاتخشى معها لومة لائم فى توجيهها لتحذيرات جراء أعمال العنف تجاه الاشقاء الفلسطينيين وتأكيدها الراسخ على جهودها لتثبيت التهدئة والتمسك بالخيار الاستراتيجى لتحقيق السلام الشامل والعادل من خلال مبادرة السلام العربية وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية وأقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر قدمت الحل الأمثل والذى مفادة أنه لاحل للقضايا العربية سوى بحلول عربية عربية تعتمد على جهودنا المشتركة وقدرتنا الذاتية والتكامل فيما بيننا وتطبيق مفهوم العمل المشترك لاصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية.

حذرت مصر من خطورة ما يحدث فى السودان وليبيا واليمن مؤكدة على ضرورة تسوية القضايا على نحو أكثر الحاحا من أى وقت مضى.. واختتمت بأنها على العهد باقية بكل الصدق والإخلاص لتفعيل الدور العربى ودعمها للمقاربات العربية المشتركة وتوفير الحماية الجماعية.

قمة عربية حملت أمانى وأرادة سياسية من جميع القادة والزعماء العرب فى مواجهة ظلاميين يتمنون لها الفشل لتخرج مؤكدة على كل ما طرحته مصر حامية العروبة والتى يتجدد عهدها فى تحملها الهم العربى مهما واجهها من تحديات وأزمات، ليعبر الجميع بر الأمان، ليعود الزمن ويؤكد على ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا من ضرورة تكاتف الدول العربية والحفاظ على وحدة أراضيها وأن يحمى العرب حماهم أشقاء وأخوة. 
مبروك عودة الشمل العربى.