عاجل

الجارديان: هجمات أوكرانيا المضادة تواجه صعوبات بالغة في تحقيق أهدافها

القوات الأوكرانية - صورة أرشيفية
القوات الأوكرانية - صورة أرشيفية

رأت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن التكتيك العسكري الجديد الذي بدأت القوات الأوكرانية في اللجوء إليه في حربها مع القوات الروسية، وهو أسلوب الهجمات المضادة المحدودة، يواجه صعوبات بالغة في تحقيق الهدف المرجو منه وهو إنهاك القوات الروسية تمهيدا لهجوم مضاد شامل.

وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي أنه على الرغم من ارتفاع سقف التوقعات بشأن النتائج المرتقبة من الهجوم الأوكراني الذي تسعى أوكرانيا من خلاله لاسترداد الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية، إلا أن العراقيل والتحديات التي تواجهه مازالت جسيمة.

وأضافت أنه في الوقت الذي طال فيه انتظار ذلك الهجوم الشامل، هناك تطورات كبيرة وخطيرة تحدث في ساحة القتال والتي يأتي على رأسها تمكن القوات الروسية من الاستحواذ على مدينة باخموت الاستراتيجية بعد معارك طويلة وشرسة بين الجانبين استمرت لما يزيد على العام والتي أدت إلى تدمير المدينة بالكامل تقريبا كما خلفت وراءها عشرات الآلاف من القتلى من الجانبين.

وأوضحت الصحيفة ، في هذا الخصوص ، أن مدينة باخموت تمثل أهمية رمزية بالنسبة لموسكو أكثر منها أهمية استراتيجية بينما تتمسك القوات الأوكرانية بالدفاع عن المدينة في مواجهة المساعي الروسية للسيطرة عليها في معارك أطلق عليها الجانبان "مفرمة اللحم".

اقرأ أيضًا | الجارديان: واشنطن تعدل عن موقفها وتسمح بتزويد أوكرانيا بطائرات «أف - 16»

وتطرقت الصحيفة إلى موقف الدول الغربية المساند لأوكرانيا في حربها التي بدأت مع القوات الروسية في أواخر فبراير من العام الماضي.. مشيرة إلى أن الغرب قدم منذ بداية الصراع، مساعدات عسكرية ضخمة للجانب الأوكراني وهو ما أسهم في تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة الآلة العسكرية الروسية.

وأشارت في هذا الصدد إلى بعض المكاسب العسكرية التي تمكنت القوات الأوكرانية من إحرازها ومن أهمها الدفاع عن العاصمة كييف والنجاح في عدم سقوطها في يد القوات الروسية فضلا عن استرداد بعض الأراضي التي بسطت روسيا سيطرتها عليها منذ بداية العملية العسكرية الروسية مثل مدينة خاركييف أوبلاست.

ولفتت الصحيفة إلى أن كل تلك التطورات تمثل تمهيدا قويا لعملية عسكرية من المزمع أن تقوم بها القوات الأوكرانية ضد القوات الروسية لاسترداد الأراضي التي استولت عليها موسكو منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن ما يرفع سقف التوقعات لنجاح هذا الهجوم المضاد، هو حجم المساعدات العسكرية الضخمة التي توفرها الدول الغربية لكييف بما فيها منظومات صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والدبابات.

واعتبرت الصحيفة أن من ضمن المعوقات التي قد تواجه الهجوم الأوكراني المضاد هو قيام القوات الروسية في الفترة الأخيرة بتعزيز مواقع دفاعها في إطار ما أطلقت عليه استراتيجية الدفاع في العمق والتي تهدف إلى تقليص الآثار السلبية لاختراق القوات الأوكرانية لصفوف القوات الروسية عبر خطوط المواجهة.

وتساءلت الصحيفة "إلى أي مدى سوف يستمر الدعم الغربي لأوكرانيا في ظل استهلاك القوات الأوكرانية لكميات ضخمة من الأسلحة والذخيرة في المواجهات مع القوات الروسية".

واختتمت الصحيفة ، مقالها، قائلة "إن أوكرانيا في أشد الحاجة لشن مثل هذا الهجوم من أجل رفع معنويات قواتها التي انهكتها الحرب إلا أن ذلك الهجوم لن يعدو كونه حلقة في سلسة طويلة ومريرة من الحرب بين الطرفين والتي بات من الواضح أنها لن تضع أوزارها في وقت قريب".