حديث وشجون

العالم بين الفقر والإشباع

إيمان راشد
إيمان راشد

قديما قالوا (إذا وجد الطماع فالنصاب بخير)... أو (إن الطمع يقل ما جمع) مثلان معروفان ونضيف فى هذا الزمان (إذا وجد المحتاج فالمحتال مبسوط)... أقول ذلك بعد أن انتشرت واختلفت طرق النصب التى لم يعد الطمع وهو المجنى عليه الأوحد بل أضيف إليه صاحب الحاجة الذى يأمل فى رزق سريع.
فقد تعرض العديد من الأشخاص فى الأسبوع الماضى لعمليات نصب ممنهجة فبعد أن تمكنت البنوك من إجهاض محاولات الغير للاستيلاء على أموال عملائها عن طريق الاتصال بهم ومعرفة أرقام حساباتهم بحجة تحديث البيانات.. فقد تفتق ذهن النصابين لحيلة أخرى بإيهام ضحيته بربحه جائزة مالية كبيرة وعليه أن يسحبها من ماكينة البنك التابع له على أن يكون معه تليفونيا خلال الصرف فينجرف البعض فرحا بمبلغ الجائزة ويسرع إلى ماكينة البنك ويتصل على رقم النصاب وتبدأ المناورة بطلب وضع مبلغ صغير من المال وسحب ضعفه وهكذا وبعد أن يودع الضحية مبلغا كبيرا يتضح أنه كان يسحب من رصيده ويحول الرصيد للنصاب دون أن يدرى عن طريق خدمات إحدى شركات الموبايل...

وقد تلقيت أنا وزميلتى أمانى عبدالله رسالتين من وزارتين بأننا ربحنا مبلغا ماليا وعلينا بالاتصال لاستلامه ووجدنا أن الرقم مسجل باسم حرامى بنوك... الأدهى أن النصاب لم يرحم أصعب وأفقر الناس من أصحاب أقل المعاشات وبحيلة قذرة أوهم ضحيته بأن لها مبلغ ألفى جنيه من وزارة التضامن وعليها استلامها من أى محل به خدمه تحويل النقود شرط أن يتواصل مع صاحب المحل على أنه شقيق الضحية ويطلب منه تحويل مبلغ من المال يحصل من الضحية وهكذا يضيع المال بين صاحب المعاش وعامل المحل.. هذه طرق النصب الجديدة التى لم تفرق بين الطماع والمحتاج حاولت أن ألفت النظر إليها مع العلم أن النصابين لن يتوقفوا عن ابتكار طرق أخرى فعليكم الحذر.


وفى النهاية ونحن نحاول جمع شتات أفكارنا للحفاظ على دخلنا الذى يسد بالكاد الرمق بستر خالقنا هناك على الجانب الآخر من العالم سفهاء يبعثرون الملايين فيما نظنه نحن خيال فهذا المليونير المهندس إيلون ماسك الكندى والأمريكى الجنسية صاحب أكبر شركتين للفضاء والسيارات يقتنى ويتزوج روبوت لفتاة صمم بالذكاء الاصطناعى تعمل بالطاقة الشمسية ومزودة بمشاعر الفرح والحزن ويؤكد أن هذه الفتاة هى التى طالما حلم لها (مرار طافح والله) ولا حول ولا قوة إلا بالله فيما يصنعه الإنسان للقضاء على النسل والبشرية.