لحظة صدق

القاهرة - جدة .. قمة التجديد والتغيير

الهام أبو الفتح
الهام أبو الفتح

أستطيع بكل اطمئنان أن أطلق على القمة العربية التى انتهت أمس فى جدة بأنها قمة البداية الجديدة والأمل، فبعد القرار "العربى  العربي" الذى صدر من القاهرة بعودة سوريا، وإجماع القادة على الترحيب بعودتها ووجود الرئيس بشار على رأس الوفد السوري..شعرت أن القاهرة كانت البداية لصحوة عربية ظهرت خلال قمة جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى محورها أن يتولى العرب قضاياهم وأن لديهم أوراق قوة وضغط لتطبيق ماحدث على صعيد إعادة سوريا رغم أنف بعض القوى الدولية فى قضايا أخرى مثل القضية الفلسطينية وتطبيق المبادرة العربية التى تم طرحها منذ عشرين سنة، أوالعمل العربى والتعاون الاقتصادى المشترك ومساعدة الأطراف فى ليبيا واليمن والسودان وتونس والعراق على إعلاء وحدة الدولة الوطنية وتماسكها فوق أى اعتبارات طائفية أو حزبية أو قبلية !


وهو ما أكده النداء الحكيم والهادئ والوطنى للرئيس عبد الفتاح السيسى حين قال "إن المنطقة تمر بظروف صعبة تحتاج لحلول حاسمة ومواقف مشتركة وأنه تأكد لكل ذى بصيرة، أن الحفاظ على الدولة الوطنية، ودعم مؤسساتها، فرض عين وضرورة حياة، لمسـتقبل الشعوب ومقدراتها فلا يستقيم أبدا، أن تظل آمال شعوبنا، رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التى تفاقم من الاضطرابات، ورهان الرئيس السيسى على العمل العربى المشترك يتسق مع مسئوليات مصر وانتمائها العربى منذ تأسيس الجامعة بالقاهرة قبل نحو 80 سنة والذى تعثر وتعرض لاختبارات ومحاولات لتعويقه وسلخ مصر عن جسدها العربى دفعت مصر ثمنا غاليا فى مواجهات وحروب ومؤامرات مسلحة تارة وإرهابية مأجورة ومدفوعة ترفع راية الدين تارة أخرى، لكن الله سلم ووهب مصر جيشا أمينا وقائدا أعاد بوصلتنا إلى مسارها الصحيح ،يؤمن بأن مصالح مصر وأمتها العربية تكمن فى الاعتماد على جهودنا المشتركة، للتعامل مع الأزمات العالمية وتنسيق عملنا، لإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية، وفى القلب منها؛ مؤسسات التمويل التى ينبغى أن تكون أكثر استجابة، لتحديات العالم النامى ..وأن حالة الاستقطاب الدولي، أصبحت تهدد منظومة "العولمة"، وهو ما يتفق أيضا مع ما طالب به الرئيس التونسى قيس سعيد حين قال إن العالم الذى يتشكل اليوم بعد وهم العولمة يجب ألا يتشكل على حساب أمتنا، واعتبره الرئيس بشار الأسد فرصة لإعادة ترتيب شئوننا بمعزل عن التدخلات الخارجية.. أتمنى متابعة تنفيذ قرارات القمة التى وضعت خطة عملية قابلة للتنفيذ، كما أتمنى وضع السودان أولوية قبل فوات الأوان!