فى الصميم

مع «الفانتوم».. أو بدونها

جلال عارف
جلال عارف

 

تطور بالغ الخطورة فى الحرب الأوكرانية. بعد طول تحفظ يفتح الرئيس الأمريكى بايدن الطريق أمام تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة الحديثة من طراز "فانتوم" طوال الشهور الماضية كانت أوكرانيا تطلب هذه الأسلحة الهجومية، وكان السائد أنها لن تستطيع شن "هجوم الربيع" الذى طال الحديث عنه بدون تلبية احتياجاتها من السلاح الحديث.. وفى الفترة الأخيرة أعلنت عدة دول أوروبية (بولندا وهولندا والدنمارك وبريطانيا) استعدادها لتزويد أوكرانيا بطائرات "إف ١٦" الأمريكية إذا وافقت واشنطن. بالأمس وقبل انطلاق قمة مجموعة السبع جاء التحول الهام فى تصريحات للرئيس بايدن يبدى فيها الاستعداد للموافقة للدول الحليفة بتزويد أوكرانيا بهذه المقاتلات الحديثة جداً، والبدء فى تدريب الطيارين الأوكرانيين عليها!.


وفى محاولة للتخفيف من وقع القرار، جرى التأكيد على أن التدريب سوف يستغرق شهوراً. وأن تحالف الدول المشاركة فى إمداد أوكرانيا بهذه الطائرات والذى أصبح يطلق عليه "تحالف إف ١٦" سوف يقرر فيما بعد موعد تسليم الطائرات وعددها ومن سيقدمها.. مع احتفاظ أمريكا بمسافة بالتأكيد على أنها لن ترسل مباشرة هذه الطائرات لأوكرانيا، وستترك هذه المهمة للحلفاء!! لكن ذلك لا يخفف من خطورة تزويد أوكرانيا بطائرات من الجيل الرابع تستطيع مهاجمة أراضى روسيا!


الخطورة تزداد حين يتم ذلك فى ظل أوضاع معقدة.. فروسيا تضرب العاصمة الأوكرانية "كييف" انتقاماً من استهداف الكرملين بطائرة مسيرة، وهجوم الربيع مؤجل، والتفاوض مازال بعيداً وإن كانت الصين قد عادت لتنشيط جهودها التى أصبحت مقبولة أكثر من أوروبا المتعبة من فواتير هذه الحرب.


قد تكون خطورة "الفانتوم ١٦" محاولة لإيقاف الهجوم الروسى على كييف، وقد تكون تغطية لعدم القيام بهجوم الربيع، وقد تكون محاولة لطمأنة الحلفاء بأن واشنطن لن تتخلى عنهم. والأكيد أن لا أمريكا ولا الحلفاء ولا روسيا يريدون حرباً مباشرة تدمر كل شىء، لكن المشكلة أن الحرب لا تأتى بالنيات، وإنما بالتصعيد المتبادل وغياب الأفق السياسى للحل.. مع "الفانتوم" أو بدونها!!