كنوز| منيرة صبري أول رئيسٍ لحركة المرشدات المصريات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

 

عرفت حركة «الكشافة» فى مصر بداية من 1914، ولحقت بها حركة «المرشدات» بداية من عام 1925، وساهمت كل منهما فى تأكيد العائد الإيجابى من وراء الحركات التربوية بفلسفتها وأهدافها ومبادئها التى تنمى شخصية الشباب والفتيات بقيم أخلاقية وتربوية وقيادية تصب فى صالح الأسرة والمجتمع، فهل مازالت هذه الحركات موجودة بنفس تأثيرها وحيويتها كما كانت فى الماضى أم أصابها الفتور والخمول وربما الضعف والوهن لغيابها فى المدارس والجامعات ؟ ! 

«كنوز» تلقى الضوء عليهما لعل يكون هناك حماس لعودتهما، ونعود لمجلة «كل شىء والعالم» التى تقول: إن مراقبة التربية البدنية بقسم البنات بوزارة المعارف العمومية عملت على إدخال نظام الفتيات المرشدات بمدارس البنات، وقامت بتدريب بعض المعلمات بمدارس البنات على نظام المرشدات وقيادة الفرق بمعرفة السيدة منيرة صبرى ابتداء من نوفمبر 1929 حتى أواخر مارس 1930، وسمح لهؤلاء القائدات بإنشاء الفرق الأولى للمرشدات المصريات فى عدد من مدارس القاهرة وبعض مدارس المحافظات الأخرى، وفى 17 أبريل 1932 أقيمت الحفلة الثانية للمرشدات التى تشرفت بحضور جلالة الملك فؤاد الأول مع أفراد الأسرة المالكة، واعتبرت الفتيات هذا الحضور من أكبر الأسباب فى نجاح حركة المرشدات وكانت هذه الحفلة خير دعاية لحركات المرشدات بين الفتيات والجمهور، وفى أغسطس 1932 استطاعت السيدة منيرة صبرى الحصول على الاعتراف بالهيئة المصرية للمرشدات كعضو كامل فى الجمعية العالمية للمرشدات وأصبح لها الحق فى التصويت، واستمرت حركة المرشدات فى الاتساع حتى بلغ عدد المرشدات فى مارس 1934 خمسة آلاف فتاة، وفى أغسطس 1934 مثلت السيدة منيرة صبرى هيئة المرشدات المصريات فى المؤتمر الدولى الثامن الذى عُقد بالمركز العالمى بـ «باد ل بودن» بسويسرا، واستمرت جمعية المرشدات المصرية الأهلية كهيئة وحيدة تشرف على حركة المرشدات فى جميع أنحاء مصر حتى أصبحت لها فروع فى جميع المحافظات.

وينحصر الهدف العام من حركة المرشدات فى إتاحة الفرص للفتاة لإعدادها إعداداً متكاملاً من جميع الجوانب لكى تكون مواطنة صالحة مؤمنة بالله تسعى لخدمة المجتمع والبيئة وأن تكون أماً فى المستقبل، وتنحصر الأهداف الخاصة لحركة المرشدات فى تقوية الوازع الدينى بما فيه من مبادئ وقيم سامية فى نفوس الفتيات، وتنمية وغرس حب الوطن والولاء والانتماء له، وإعداد الفتاة لتكون شخصاً منتجاً لا مستهلكاً فقط، وتنمية جميع الميول والرغبات وتنفيذ الهوايات بطريقة الممارسة العملية بورش التدريب، وإعطاء الفتيات الفرصة للانطلاق والتجديد والابتكار والتعود على الحياة الديمقراطية من خلال تعاملها مع زميلاتها فى فرقتها، والمحافظة على نظافة البيئة والمشاريع السنوية لخدمة المجتمع، وللمرشدات وعد تعد فيه بأن تقوم بواجبها وتبذل كل جهدها نحو الله ثم الوطن، وتعد بأن تساعد الناس فى جميع الظروف، وأن تعمل بقانون المرشدات الذى يحدد صفاتها بالشرف والإخلاص والصدق والصبر والطاعة والاستعداد الدائم لتجسيد كل هذه الصفات فى الواقع من خلال ممارسة المسئوليات المحددة. 

«كل شىء والعالم» - 23 مايو 1931