لذا لزم التنويه

حكايات عن ثروة وعرق الأمريكان (2)

أميمة كمال
أميمة كمال

الفائزون والخاسرون فى الولايات المتحدة الأمريكية، هوالموضوع العريض للكتاب الذى يحمل عنوانا لافتا «ثمن عدم المساواة» ،والذى كتبه صاحب جائزة نوبل الاقتصادى البارز ، جوزيف ستيجلتز، وهو رئيس الفريق الاستشارى للرئيس كلينتون، وكبير الاقتصاديين فى البنك الدولى سابقا.

وكنت قد بدأت الكتابة عنه الأسبوع الماضي. الكتاب يطلعنا عن تفاصيل غياب العدالة فى المجتمع الأمريكى، والتفاوت بين من يقبعون عند قمة المجتمع، وبين الواقفين فى الوسط، والمنزلقين لعتبة القاع. ويسرد الكثير عن تأثير عدم المساواة على التماسك الاجتماعى.

وأيضا على مستقبل الديمقراطية .ويشرح  كيف أن هناك مجموعات تستهدف الحد من مشاركة الفقراء فى العملية السياسية، عن طريق الإجراءات التى تثبط من همتهم للمشاركة فى العملية الانتخابية. فى نفس الوقت يتم السماح للشركات  الكبرى، بدعم المرشحين. وهو ماخلق طبقة فاحشة الثراء، تدير الحملات السياسية لتحقيق مصالحها الاقتصادية.

وينتقد ستيجلتز تأثير إملاءات الأسواق المالية العالمية، ذات الأجندات السياسية ،وتحكمهم فى مصائر الشعوب. «إذا لم تفعل الدولة المُقترضِة، ماترغب فيه الأسواق المالية، فأنها تهددها بتخفيض تصنيفها، وسحب الأموال الأجنبية».

«من الممكن خلق عالم آخر، لو توقفت الحكومة عن تقديم الإعانات الخفية للشركات الكبرى، متمثلة فى استثناءات، وإعفاءات، وتفضيلات، أو التغاضى عن تكاليف الأضرار البيئية. إلى جانب وضع نظام ضريبى تصاعدى، خاصة على المضاربين.. ويبدو ضروريا تحسين فرص التعليم للفقراء، من خلال تخفيض الرسوم الدراسية. والحد من نشاط المدارس الربحية المفترسة، التى أصبحت قوة إحباط للمواطن الأمريكى. وتقديم نظام للرعاية الصحية للمحتاجين».

 «تستطيع الولايات المتحدة العمل على تلطيف العولمة، لتصبح فى مصلحة العالم. ويجب وضع حد لهجوم الأموال الساخنة دخولا وخروجا من البلاد . فلابد من ضوابط على تدفقات رأس المال قصير الأجل عبر الحدود».

«ينعم 1% من أهل القمة بأفضل منازل، وأفضل تعليم، وأ فضل أطباء، وأفضل نمط حياة. ولكن لابد أن يدركوا أن مصيرهم مرتبط بكيف يعيش الـ99% الآخرون» هكذا اختتم كتابه.