بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: قمة جدة 

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

تُعقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية ، القمة العربية رقم ٣٢ ، وهي تكاد تكون من أهم "القمم"، ويمكن أن تصل فى درجة أهميتها  الى مستوى قمة الخرطوم التى إنعقدت فى أغسطس عام 1967 ، حينما عُقدت فى أجواء هزيمة واحتلال إسرائيلى لأراضى ٣ دول عربية.

ويومها انتفضت مؤسسة القمة العربية بقراراتها التاريخية الشهيرة ، والتى كان أبرزها آنذاك اللاءات الثلاثة الشهيرة لا صلح - لا تفاوض - لا اعتراف بإسرائيل ، مع الدعم الاقتصادى العربى لدول المواجهه . وقد كانت هذه القرارات هي الأساس المتين لنصر أكتوبر العظيم فى ١٩٧٣.

وتأتي لقمة جدة التى تنعقد في ظروف تاريخية مشابهة لـ ١٩٦٧ ، حيث يُنتهك الأمن القومى العربى ، بل أن هناك دولا عربية ترزح تحت الاحتلال العسكرى المباشر مثل سوريا وليبيا ، ودول ممزقة في حروب أهلية مثل السودان واليمن وليبیا ، ودول مهددة بتحديات هائلة و خطيرة ، فضلا عن تفاقم الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من جرائم وانتهاكات بشعة تُرتكب بحق شعبنا الفلسطينى الصامد وسط صمت وتواطؤ دولی ، بجانب أجواء حرب عالمية مشتعلة بين روسيا والصين من ناحية ، وأمريكا والناتو من ناحية أخرى.
وأيضا تُعقد القمة وربما ولأول مرة من سنوات طویلة فی ظل تفاهمات إقليمية إيجابية بين البلدان العربية والقوى الإقليمية الرئيسية وهما تحديدا إيران وتركيا.

كل هذه الأمور تخلق حالة من الأهمية لهذه القمة ، وتجعلها قمة تاريخية بكل المعايير  وترتقى الى مستوى قمة الخرطوم . 

اقرأ أيضا.. فيصل مصطفى يكتب: مصرنا الخالدة

الجماهير العربية تنتظر من قمة جدة ، قرارات تاريخه لخطة إقتصادية عاجلة تدعم وتقوى إقتصاد بعض الدول العربية  ، وتنتظر عودة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق ، ووقف نزيف الدم فى السودان ، وإنهاء الحرب الأهلية فى اليمن ، ووضع حلول فورية للأمن القومى العربى المهدد بشدة ، ووضع خطة إنقاذ ودعم فورية للشعب الفلسطينى فی نضاله المشروع ضد المحتل الاسرائيلي ، ورد الاعتبار التاريخي للقضية الفلسطينية باعتبارها قضیه العرب المركزية. 

الجماهير العربية إذن ، تنتظر .. وتأمل.. وإنا لمنتصرون باذن الله .
[email protected]