بفيلم وثائقى عن كليوباترا الحقيقية.. زاهي حواس: يسحق أكاذيب «نتفليكس»!

الدكتور زاهى حواس يتوسط وودسايد بطل الفيلم وكاثرين مارتينز
الدكتور زاهى حواس يتوسط وودسايد بطل الفيلم وكاثرين مارتينز

■ كتب: عصام عطية

فيلم وثائقى مدته 90 دقيقة بقيادة عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، استطاع أن يسحق وثائقى نتفليكس المُزيف عن الملكة كليوباترا، ففى اليوم المقرر لعرض فيلم المنصة، والذى أحدث ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب تأكيده على أن كليوباترا ذات ملامح أفريقية سوداء، أطلق صانع الأفلام المستقل كورتيس ريان وودسايد، فيلماً وثائقياً عن كليوباترا السابعة آخر ملكات الأسرة المقدونية فى مصر للرد على مزاعم هذه المنصة الترفيهية التى تقوم بتزوير التاريخ، وكان الفيلم من بطولة الدكتور زاهى حواس، والدكتورة سليم اكرام، عالمة المصريات بالجامعة الأمريكية.

الفيلم، الذى تبلغ مدته 90 دقيقة ظهر فيه عالم الآثار الشهير الدكتور زاهى حواس، وعالمة الآثار كاثلين مارتينيز من الدومنيكان، وقد حقق الفيلم آلاف المشاهدات داخل مصر خلال الساعات الأولى من بثه على «يوتيوب».

ويقول صانع الأفلام، وودسايد، المولود فى جنوب أفريقيا: «يعتقد الجميع أنهم يعرفون كليوباترا، ويملك كل منهم رأيا مختلفاً عنها، لكن معظم هذه الآراء حديثة، ومبنية على أفلام وقصص مضللة»، مشيراً إلى أن فيلمه يهدف لإظهار الوجه الحقيقى للملكة الشهيرة، ويملك وودسايد «28 عامًا» فى رصيده عددًا من الأفلام الوثائقية عن الحضارة المصرية القديمة مُتاحة عبر قناته على «يوتيوب» للتسجيلات المُصورة حققت عشرات الآلاف من المشاهدات، ولم يعتمد فيلمه على أى مشاهد تمثيلية أو محاكاة للشخصيات التاريخية، لكنه عرض رؤوس تماثيل وعملات معدنية أثرية مكتشفة فى مصر تحمل صورة كليوباترا السابعة.

اقرأ أيضًا | زاهي حواس: الحجرة الأصلية للملك خوفو لم يتم العثور عليها حتى الآن

وظهر الدكتور زاهي حواس، خلال الفيلم، مُعلقًا: «هل كانت كليوباترا سمراء؟.. بداية، ليس لدى أى شىء ضد البشرة السمراء على الإطلاق، ولكنى أذكر الحقائق»، ويضيف: «أُنظروا إلى الملكات المقدونيات، لم تكن أى منهن من أفريقيا، وقد حكمت كليوباترا السابعة مصر من عام 51 إلى 30 قبل الميلاد ولا تزال بعض آثارها ماثلة، من أشهرها النقوش التى تصورها وابنها قيصرون على معبد دندرة فى محافظة قنا».

زاهي، توجه للرد على الأكاذيب بخصوص أصل الملكة كليوباترا من خلال المقالات باللغة الإنجليزية فى عدد من الصحف الأمريكية، منوهًاً بأن صناع فيلم كليوباترا نتفليكس سجلوا مع خبراء آثار عالميين، لكن واحداً منهم أكد على أنهم «غشاشون»، موضحًا أن بعضهم أكد أن هذا الفيلم يزيف التاريخ.

وقال زاهى حواس، إن فيلمنا الذى أصدرناه عن كليوباترا حصل على نفس الاهتمام العالمي، كما أن هذا الفيلم رد بقوة على العالم أجمع، منوهًا بأن ذوى الأصول السوداء ليس لهم صلة بهذه الحضارة، كما أن الصور الموجودة على جدران المعابد تؤكد أن الملوك ليسوا سوداً، واختتم: «السود فى أمريكا دخلوا فى مغالطة وهم أقلية ويثيرون هذه الأكاذيب من أجل أن يتحدث العالم على أن الحضارة المصرية هى حضارة سوداء، لكن فيلمنا رد عليهم بقوة، موضحًا أن الحضارة المصرية قوية وراسخة، كما أن الأكاذيب التى خرجت من السود فى أمريكا لم يكن لها أى تأثير».

ووصف الفيلم الوثائقى الذى عُرض عبر قناة مخرجه كورتيس رايان، وودسايد، على «يوتيوب»، بأنه يروى قصة كليوباترا الحقيقية بعدما أثار خيار «نتفليكس» إسناد دور الملكة الفرعونية إلى ممثلة سمراء انتقادات واسعة، وهو ما يُبطل مزاعم فيلم «نتفليكس»، خصوصا بعد أن أثار الإعلان الترويجى للفيلم الوثائقى لمنصة «نتفليكس» غضب الأثريين المصريين وعدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بعدما ظهرت الممثلة البريطانية السمراء أديل جيمس وهى تجسد شخصية كليوباترا، وكان رد المجلس الأعلى للآثار فى مصر إنّ «ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفاً للتاريخ ومغالطة تاريخية صارخة لا سيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقى وليس عملاً درامياً».

وقد أعلنت قناة «الوثائقية» التى انطلقت حديثًا فى مصر، تحت مظلة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، عزمها إنتاج فيلم وثائقى للرد على فيلم «نتفليكس».

وكان المحامى عمرو عبد السلام، قد أقام دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، لإلزام السلطات المصرية بالتدخل لوقف بث منصة نتفليكس داخل مصر، اعتراضًا على إنتاج المنصة فيلم وثائقى عن الملكة كليوباترا يستهدف تزييفاً للتاريخ، من خلال ظهور بطلة العمل بملامح أفريقية وبشرة سمراء اللون، للترويج للادعاءات بأن القدماء المصريين من أصول أفريقية، فى حين أن كل الآثار التى تم اكتشافها تثبت أن الملكة الراحلة من أصول مقدونية، ولم تكن بملامح أفريقية مثلما يروج الفيلم.

الدعوى القضائية تضمنت مطالبة السلطات المصرية بمخاطبة منظومة اليونسكو لوقف بث وإذاعة الفيلم الوثائقى كليوباترا، باعتباره يمثل اعتداءً على التراث المصري، وكذلك التحرك على الصعيد الدولى لمقاضاة منصة نتفليكس وصناع الفيلم أمام القضاء الأمريكى للمطالبة بوقف بث الفيلم، والتعويضات المالية عن الأضرار التى لحقت مصر، جراء تزييف الحقائق والتاريخ المصرى.