بدون روتوش

فيصل مصطفى يكتب: مصرنا الخالدة

فيصل مصطفى
فيصل مصطفى

ويستمر الحوار الوطني الذى انطلق بعد إعداد عام کامل، وهو أمر لم يحدث من قبل من حيث الإعداد الجيد لانعقاده، وهو ما يؤكد الجدية الكاملة من قبل الدولة وكافة المشاركين فيه، سواء من أحزاب أو جمعيات أو روابط  أو نقابات أو كافة منظمات المجتمع المدني، وأيضا كافة فعاليات الحركة الوطنية والعلمية والنخبة المثقفة فى مصر.
ولقد تنوعت لجان الحوار وموضوعاته المختلفة وفق محاوره المعتمدة. وتشعبت موضوعاته وقضاياه، وشملت كافة جوانب الحياة، وبالذات الجزء المستقبلى منها، وفق تراكم الخبرة الوطنية المصرية من تجارب وطنية على مدار أكثر من قرن كامل.
وقد اتسمت المناقشات حتى الآن بالجدية والقوة والموضوعية، وأسفرت عن بعض التباينات فى وجهات النظر المختلفة، حول بعض القضايا والأمور السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وهو أمر طبيعي ومنطقى فى الحياة السياسية والشارع المصرى. كما من المنتظر أن تسفر المناقشات والحوارات عن  العديد من نقاط الإتفاق والاختلاف بين المشاركين، وهي سنة الحياة وأمر طبيعي، لأن موضوعات الحوار تشمل كافة القضايا المصيرية مثل مستقبل العمل السياسى ونظام الانتخابات التشريعية والمحلية والطلابية، وقضايا العمل الاقتصادي والأسرة والأحوال الشخصية، والعمل الأهلي، وتعميق المشاركة المجتمعية، وتفعيل دور الجمعيات والمنظمات الشعبية والمدنية فى العمل العام. وأيضا قضايا الحريات وحقوق الإنسان ومكافحة التمييز بين المواطنين على قاعدة المساواة التامة فى الحقوق والواجبات. وكلها قضايا حيوية تهم الشعب المصرى وأجياله المقبلة .
 هو حوار خصب ومثمر وفعال للغاية، ويقدم أفكارا جيدة ورؤى مبتكرة من الواقع المصرى، وهى إيجابية كبيرة فى حد ذاتها افتقدها العمل العام الوطنى والشعبي والسياسى من فترات طويلة . 
ويبقى أن هذا الحوار يجب أن يأخذ فرصته كاملة من الوقت والجهد، ودون استعجال، مع ضرورة تعميم فائدته على الجموع الشعبية والمواطنين من خلال اصدار نشرات وسيديهات، تلخص كافة القضايا والأفكار المحترمة التي تُقال وتُقدم فى هذه المناقشات القيمة، لكى تكون إضافة علمية هامة للأجيال المقبلة، ولكى يستفيد بها العلماء والباحثين وغيرهم من علماء المستقبل على أمل أن يأخذ هذا الحوار مساحات أوسع من التغطية الإعلامية اليومية وعلى مساحات كبيرة بحيث يتم ربط المواطن المصرى البسيط بكل ما يدور من مناقشات علمية ودقيقة تنناول كافة أوضاعه الحياتية والمعيشية حاضرا ومستقبلاً . 
كما نأمل أن يتم ربط المدارس وطلابها بما يدور من مناقشات فى هذا الحوار الهام لكى تحدث عملية تواصل الأجيال بسهولة .
واخيرا فانني لا أملك سوف التوجه بالدعاء لله سبحانه وتعالى في أن ينجح هذا الحوار ، ويحقق أغراضه ، ويستفيد منه الجميع ، ويسهم بدفع البلاد إلى الأمام ، محققا أكبر قدر ممكن من التوازن في مواجهة التحديات العالمية الخطيرة ، التى تستهدف وجود الأمة العربية ذاتها وفى القلب منها مصرنا الخالدة.
[email protected]