عاجل

«يوم الاكتمال» قصة قصيرة للكاتبة زينب محمد عبد الرحيم

 الكاتبة زينب محمد عبد الرحيم
الكاتبة زينب محمد عبد الرحيم

في البدء كان رجلٌ هائمًا على وجههِ؛ لا يمتلك سوى مفتاحٍ لا يدري ماذا يفعل به، ينظرُ حوله في استهجان ليجد نفسه وحيدًا لا إنس ولا جان

يمشي باحثًا عن ضالتهِ، تُذيبه أشعة الشمسِ الحارقة، لا يجد حتى ظلًا يحميه من حرارتها وقسوتها، ظل ماشيًا دون توقف يُدرك تمامًا سر بقائه حيًا حتى الآن.

أحس بحركةٍ طفيفة مصدرها ذلك المفتاح، يحمله بعناية رغم القحط والجدب في قلبهِ صبرٌ على تلك الأجواء .. صحراءٌ جرداء .

 

رحابة الأرض الواسعة وشموخ الجبال الصامدة تزيده خوفًا وعناء

وها هي تُباركه الطبيعة وتجودُ له بما في داخلها؛ إنه كهفٌ وجده أمامه؛ أحست الأرض بمعاناته وجادت بكهفها ليحتمي فيه من قسوة النهار التي لا تنتهي.

هرول مسرعًا ، وعند الاقتراب من الكهف الموعود ، حال بينه وبين الدخول بابٍ وكأن ذلك الكهف لم يفتح ذراعيه لأحد من قبل.

 

 همس قائلًا : كهفٌ لم يمسسه بشرٌ قط!

 فأخذ يلمس الباب باحثًا عن سره من أين يُفتح، يتفقد جميع جوانبه، إلى أن لمس ثقبًا صغيرًا، فقال ثقبٌ يناسبه تمامًا، أدخل المفتاح وعلم لماذا لم يُفتح ذلك الباب من قبل، فقد جاد عليه القدرُ بذلك المفتاح العجيب، وفتح بابامُوصَد منذ زمنٍ بعيد .

لم يكن كهفًا عاديًا كان كهفا مقدسًا؛ كان معبرًا لحياةٍ رغدة، كان ملجأ؛ بعد وحدة ونضال سابقين.

وجد جماعات من البشر لم ير مثلهم قط.

وجد ينابيع المياه أنهارًا وشلالات، يزين شواطئها أطفال، يغتنمون كرم الطبيعة يشبعون منها ويرتوون؛ شاهد أمام عينيه كل ألوان الجمال

 أدرك إنه ….

 يوم الاكتمال.