بالأدلة والبراهين .. كليوباترا لم تكن سمراء

 بالأدلة والبراهين.. مصر حكمها أبناءها
بالأدلة والبراهين.. مصر حكمها أبناءها

تعد الملكة كليوباترا أشهر ملكات مصر، فهي حكمت مصر في العصر البطلمي لمدة 30 عاما، استطاعت من خلال تلك الفترة أن تجعل مصر من أقوى شعوب العالم اقتصاديا وثقافيا وأمنيا، لذلك تعتبر الملكة كليوباترا وفترة حكمها أحد أهم الفترات في التاريخ المصري حتى مع أنها ليست مصرية وهي مقدونية الأصل .

و في حدث غريب من نوعه حاولت أحد المنصات العالمية أن تزييف هذا التاريخ بإظهار الملكة كليوباترا في أحد المسلسلات من إنتاج المنصة متجردة من ملامحها الأصلية وظهورها بملامح أفريقية الأصل حتى تتنشر فكرة أن الملكة كليوباترا كانت من أصول أفريقية ولذلك اتباع الفكر لحركة الافروسنتريك التي تزييف الحقائق، وتحاول سلب الحضارة المصرية لها حتى تصبح لها أصل وتاريخ.

ترصد بوابة أخبار اليوم بعض ردود الأفعال للمسئولين المصريين وخبراء الآثار في ملف تم إعداده للملكة كليوباترا .

مصر تثور تاريخها

الملكة كليوباترا لم تكن سوداء وهي أصلا يونانية وإذا شاهدنا تماثيل وأشكال أبيها وأخيها فلن نجد أي دليل يؤيد هذا الادعاء بأنها كانت سوداء البشرة.. هذا ما أكده زاهي حواس عالم الآثار المعروف، مشيرا إلى أن الملكة كليوباترا كانت مثل الأمراء والملوك المقدونيات وإذا نظرنا على تماثيل الملكة والعملة فلن نجد أي دليل يؤيد الادعاء أن كليوباترا كانت سودا.

وإذا نظرنا إلى مصر القديمة سوف نجد أنها ليست حضارة سوداء، وهناك مناظر الفرعون على المعابد والمقابر وهو يضرب الأعداء وأمامه أشخاص من أفريقيا وليبيا وآسيا وسوف لا نجد أي شبه بين الفرعون والشعوب المجاورة، وأضاف "حواس" نحن نعرف أن مملكة كوش حكمت مصر في الأسرة ٢٥ ،وهذا في العصر المتأخر ولكن ليس لهم صلة بالحضارة الفرعونية، موضحا أنه وجد أن من واجبه كأثري أن أوضح الحقائق، معلنا أن كليوباترا لم تكن سوداء.

 

اقرأ أيضا :- محمد الشماع يكتب: «كليوباترا» السمراء.. الأمر ليس مجرد لون بشرة!


الأدلة والبراهين على تزييف الحقيقة

بدوره أكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب.

وأضاف أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والأنثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية والتي سوف تظل شاهدة على حضارات وتاريخ الأمم، لافتا إلى أن هناك العديد من الآثار الخاصة بالملكة كليوباترا  من تماثيل وتصوير على العملات المعدنية التي تؤكد الشكل والملامح الحقيقية لها، والتي جميعها تظهر الملامح الهلينستية ( اليونانية) للملكة كليوباترا من حيث البشرة فاتحة اللون والأنف المسحوب والشفاه الرقيقة.

وأكد د. مصطفى وزيري أن حالة الرفض التي شهدها الفيلم قبل عرضه تأتي من منطلق الدفاع عن تاريخ الملكة "كليوباترا السابعة" والذي هو جزء هام وأصيل من تاريخ مصر القديم، وبعيدا عن أي عنصرية عرقية، مؤكدًا على الاحترام الكامل للحضارات الإفريقية و لأشقائنا في القارة الإفريقية التي تجمعنا جميعا.


أبسط الحقائق التاريخية


أكد  د. ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن ظهور الملكة كليوباترا في هذا الفيلم بهذه الهيئة يتنافى مع أبسط الحقائق التاريخية وكتابات المؤرخين أمثال بلوتارخوس وديوكاسيوس والذين سجلوا أحداث التاريخ الروماني في مصر في عهد الملكة كليوباترا والذين أكدوا أنها كانت ذات بشرة فاتحة اللون وأنها ذات أصول مقدونية خالصة.

وأشار أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الأسكندر"وأسس الأسرة البطلمية. تزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة "كليوباترا السابعة"  وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.

دراسات الحمض النووي التي على المومياوات والعظام

ومن جانبها قالت د. سامية الميرغني مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا أن دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد. وأن مانراه من تنوع كبير بين ملامح المصريين يرجع لقدم إعمار هذه الأرض واستقرار سكانها وإذابتهم لكل غريب داخل بوتقتهم.

وأضافت أن جميع النقوش والتماثيل التى خلفها لنا قدماء المصريين على المعابد والمقابر صورت المصريين بملامح أقرب ما يكون بالمصريين المعاصرين من حيث لون العين والشعر والبشرة ودرجة نعومة وكثافة الشعر لدي الرجال والنساء، وحتي لون الجلد ووجود نسبة من العيون الملونة وهي مصورة في بعض تماثيل الدولة القديمة وحتي حين تغيرت بعض تقنيات التحنيط في الأسرة 21 وبدأوا في طلاء جلد المومياء ليبدو كما في حياتها الأولي، قاموا بطلاء جلد الرجل باللون الطوبي وطلاء جلد المرأة باللون الأصفر الفاتح، الأمر الذي يؤكد أن ما تم رسمه وتأكيده علي الجدران هو حقيقة سجلها المصرى القديم عن نفسه.


فيما قالت د. كاثرينا مارتينيز رئيس بعثة الدومينيكان والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب بمدينة الإسكندرية أنه على الرغم من وجود أراء متضاربة حول عرقها إلا أنه من المؤكد أنها ولدت في مصر في عام 69 ق.م من أصل مقدوني، لافتة إلى أنه بالرجوع  إلى التماثيل والعملات التي خلفتها لنا الملكة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك على ملامحها الهيلينستية وهو ما يظهر جليا في التمثال النصفي المصنوع من الرخام والمحفوظ في متحف برلين من القرن الأول قبل الميلاد وتظهر فيه وهي ترتدي إكليلا ملكيا وعينان لوزيتان والأنف مسحوب والشفاه رقيقه، بالإضافة إلى تمثال نصفي آخر محفوظ في الفاتيكان يظهرها بملامح ناعمة، ورأس من الرخام تظهر فيها وهي ترتدي غطاء الرأس، فضلا عن عدد من العملات التي تظهرها بنفس الهيئة الهيلنستية.


أصل يوناني مقدوني

و أكد د.مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار أن الملكة كليوباترا بيضاء البشرة لأنها من أصل يوناني مقدوني ولا يمكن أن تكون سمراء ابدا، واوضح شاكر ان كل ذلك من صنع و توجهات الحركة الافروسنتريك التي تحاول سرقة التاريخ المصري والحضارة المصرية لتكون أفريقية في محاولة لإيجاد أصل و تاريخ لهم .