سوق النفط يواجه علامات تباطؤ.. تراجع الصفقات وضعف في هوامش التكرير

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قال تقرير "ريج زون" النفطي الدولي إن الخام الأمريكي لم يتمكن من إنهاء سلسلة من الخسائر، منوها إلى سعي الولايات المتحدة إلى شراء مزيد من الخام لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي في فترة ما بعد الشهر المقبل، في وقت تجعل قوة الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، حسبما ذكر موقع "الاقتصادية" السعودي.

وذكر التقرير أنه على مدار الأسبوع تعرض النفط لضغوط من جانب السوق الفعلية التي أظهرت علامات تباطؤ وسط هوامش تكرير ضعيفة وشراء محدود في بعض المناطق، ولا سيما بعد الخسائر التي شهدتها الأسواق في ختام الأسبوع الماضي، الذي يعد الرابع على التوالي.

وأضاف أن أكبر اقتصادين في العالم أظهرا مزيدا من الأدلة على التباطؤ مع ارتفاع مطالبات البطالة الأمريكية وتراجع تعافي الصين مع ترجيح مديري الأموال رهانات هبوطية في خام برنت، ما أدى إلى انخفاض صافي صفقات الشراء إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ناقلا عن بنك "بي أو كيه فاينانشال سيكيوريتيز" تأكيده أن الزخم على المدى القريب في العقود الآجلة للنفط الخام يتجه إلى الانخفاض – بحسب توقعات المضاربين - وذلك على الأقل حتى نرى مزيدا من الأساسيات الإيجابية من جانب الطلب.

وسجلت أسعار النفط الخام خسائر ‏للأسبوع الرابع على التوالي، حيث وازن السوق مخاوف نقص الإمدادات مقابل ‏تجدد المخاوف الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين، حيث سجل كلا الخامين القياسيين خسائر أسبوعية بنحو 1.5 في المائة.

ونوه التقرير إلى تراجع النفط الخام بنحو 15 في المائة، خلال الشهر الماضي حيث سيطر الاتجاه الهبوطي على السوق، بينما يتوقع التجار أن يقترب الاقتصاد الأمريكي من الركود وقد خيب انتعاش الصين آمال بعض مراقبي السوق، ما يضع علامة استفهام حول الطلب على الطاقة، مبرزا تخفيض "سيتي جروب" توقعاته لخام برنت من 84 دولارا للبرميل إلى متوسط 82 دولارا للبرميل هذا العام مع استمرار الطلب في أداء دون التوقعات.

من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن المعنويات الهبوطية استمرت في النمو في أسواق النفط الأسبوع الماضي على الرغم من تعزيز "أوبك" لتوقعاتها للطلب الصيني وتلميح الإدارة الأمريكية أنها قد تعيد ملء احتياطي البترول الاستراتيجي قريبا.

ولفت إلى استمرار انخفاض أسعار النفط في الأسبوع الماضي، حيث تفاقمت المخاوف من الركود بسبب تأثيرات سحوبات مخزون النفط الخام حتى أن إعلان وزارة الطاقة الأمريكية أنها قد تبدأ في إعادة تعبئة احتياطيات النفط الاحتياطية فشل في إثارة انتعاش مستدام للأسعار.

وأوضح التقرير أن "أوبك" في أحدث تقرير شهري رفعت توقعات نمو الطلب الصيني هذا العام إلى 800 ألف برميل يوميا، لكن ذلك لم يدعم أسعارالنفط الخام بشكل كاف، مشيرا إلى بدء الولايات المتحدة في المستقبل القريب ملء احتياطي النفط الخام الاستراتيجي، حيث أخبرت وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر جرانهولم الكونجرس أن وزارتها يمكن أن تبدأ في إعادة شراء النفط الخام للاحتياطي الاستراتيجي بمجرد انتهاء المبيعات التي طلبها الكونجرس وهي جارية حاليا.

وتوقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن يرتفع إنتاج النفط الخام المحلي بنسبة 5 في المائة هذا العام إلى 12.53 مليون برميل في اليوم وأكثر بقليل من 1 في المائة إلى متوسط 12.69 مليون برميل في اليوم في 2024 مع زيادة الاستهلاك سنويا بنسبة 1 - 1.5 في المائة إلى 20.8 مليون برميل يوميا في العام المقبل.

وشهد الخميس الماضي أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضا بنسبة 2 في المائة، لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوع واحد ثم استمر الانخفاض الجمعة، ويعزى هذا الانخفاض إلى عدة عوامل مترابطة تؤثر في العرض والطلب بما في ذلك التضخم وسياسة الاحتياطي الفيدرالي وسقف الدين الأمريكي وتوقعات "أوبك +" والمخزونات، بحسب البيانات.

وعد التقرير أن أزمة سقف الديون الأمريكية تثير مخاوف من ركود محتمل، وكانت أحد العوامل المهمة التي أسهمت في انخفاض أسعار النفط وسط مواجهة سياسية أثارت مخاوف ركود محتمل في أكبر مستهلك للنفط في العالم كما أنها توجد حالة من عدم اليقين وتضعف معنويات المستثمرين، علاوة على ذلك أدى ارتفاع مطالبات البطالة الأمريكية وضعف البيانات الاقتصادية الصينية إلى زيادة مخاوف السوق، ما أدى إلى أدنى أسعار إغلاق للمؤشر القياسي منذ 4 أيار (مايو) الماضي.

من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط بأكثر من 1 في المائة في ختام جلسة الجمعة، مسجلة خسائر ‏للأسبوع الثالث على التوالي، حيث وازن السوق مخاوف نقص الإمدادات مقابل ‏تجدد المخاوف الاقتصادية في الولايات المتحدة والصين.‏ وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 81 سنتا، أو 1.1 في المائة لتغلق عند 74.17 دولار ‏للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة 83 لخام غرب تكساس الوسيط بنحو ‏‏ سنتا ‏أو 1.2 في المائة، وأغلقت عند 70.04 دولار.‏ وسجل كلا الخامين القياسيين خسائر أسبوعية بنحو 1.5 في المائة.‏ وتشبث الدولار بمكاسب متواضعة مقابل اليورو الجمعة ‏ليحقق أكبر مكاسب أسبوعية منذ شباط (فبراير)، حيث أدت حالة عدم اليقين بشأن ‏سقف الديون والسياسة النقدية الأمريكية إلى التحول إلى الملاذات الآمنة.

وقال جون كيلدوف، الشريك في شركة أجين كابيتال في نيويورك، "انعدام الثقة في ‏الاقتصاد يترجم إلى إقبال على الدولار الأكثر أمانا، ويسبب أيضا تشاؤما بشأن ‏الطلب على النفط".‏ وفي الوقت نفسه، ارتفعت بيانات أسعار المستهلكين في الصين لنيسان (أبريل) ‏بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في آذار (مارس)، مخالفة للتوقعات، بينما أعاد تعميق ‏الانكماش في المصانع تركيز الشكوك حول تعافيها من قيود كوفيد التي أدت إلى ‏نمو الطلب على النفط.‏ وتلقت السوق بعض الدعم من نقص الإمدادات المتوقع للنصف الثاني من العام ‏الجاري، حتى في الوقت الذي قال فيه حيان عبد الغني وزير النفط العراقي إنه لا يتوقع أن تتخذ "أوبك +" قرارا بشأن مزيد من تخفيضات ‏الإنتاج في الفترة المقبلة خلال اجتماع 4 حزيران (يونيو) في فيينا.‏ من جانب آخر و انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 17 هذا الأسبوع بعد انخفاضها بمقدار سبع الأسبوع الماضي وهو أكبر انخفاض في أسبوع واحد في عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة منذ يونيو 2020.

وذكرت شركة " بيكر هيوز" الأمريكية في تقريرها الأسبوعي المعني بأنشطة الحفر أن إجمالي عدد الحفارات انخفض إلى 731 هذا الأسبوع - بزيادة 17 منصة فقط عن عدد الحفارات هذه المرة في 2022 - و344 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.

ولفت التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار اثنين هذا الأسبوع إلى 586، كما انخفض عدد منصات الغاز بمقدار 16 إلى 141. وارتفعت عدد الحفارات المتنوعة بمقدار 1 ـ منوها إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاث بينما انخفض عدد منصات الحفر في هاينزفيل بمقدار خمس.

وأضاف أنه لم تشهد مستويات إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة أي تغييرات في الأسبوع المنتهي في 5 مايو حيث بقيت عند 12.3 مليون برميل يوميا - وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية - فيما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة بمقدار 500 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

 

اقرا ايضا :تراجع أسعار النفط وسط مخاوف من رفع الفائدة