إقبال كبير من مـُختلف الجنسيات

«البالون الطائر».. رحلة لا تنسى في سماء الأقصر

البالون الطائر
البالون الطائر

منى سراج

لا يزال نجاح الموسم السياحى مستمرًا على الضفة الغربية من مدينة الأقصر السياحية، منذ بدء موسم الشتاء، ويتوقع أن يمتد ذلك الرواج حتى نهاية شهر مايو الجاري، يتوافد السياح إلى مدينة الشمس من جميع دول العالم، حيث تكون أجمل أيامهم هناك، هو يوم ركوبهم البالون، وإقلاعهم  إلى السماء،  فوق الجبال والماء وأغصان الشجر، وحوالى ثلث آثار العالمب، كل ذلك يجتمع فى مشهد واحد لا مثيل له فى أى مدينة  سياحية فى أى مكان، وكلهم  لا يصدقون ما تراه أعينهم من جمال ساحر، وطبيعة خلابة.. مجلة اآخرساعةب كانت هناك، وطارت معهم فى ابالون السماءب، وشاركتهم رحلتهم، وشاهدت استمتاعهم بتلك الجولة السماوية .

نظر االكابتن الطيارب إلى ساعته، وقال: ايفضل أن أنطلق الآن، إنه وقت الشروق، فهو أجمل توقيت يستحسنه الزوار، دعونى أعطيكم الإرشادات.. مدة الرحلة تتراوح ما بين 35 و45 دقيقة ولا تزيد على ساعة، نسير حسب سرعة الهواء، وتحكم القيادة يكون فى الصعود والهبوط فقط، وسنطير على ارتفاع ا1500 فيدب أى 820 مترًا، برحلة طولية تصل لـ2 كيلو متر، فوق أشهر المعابد، وتبدأ الرحلة من عند الملكة حتشبسوت، وتنتهى عند التمثالين اممنونب، وتمر بوادى الملوك، ومعبدى الرامسيون وهابو.

فى المقابل، كان مهندس الصيانة المتجه إلى موقع البالون ينتظر انتهاء كلمة االكابتنب، ليؤكد أن البالون وصل، فاتحا ذراعيه لاستقبال الزوار، وأنه تم تجهيزه وفرده، كما تم تشغيل االمراوح الكهربائيةب، بعدما حصل على موافقة لجان الرصد والإتمام بسماح التشغيل، وموافقة هيئة الأرصاد بأن الجو مناسب الآن، وما إن انتهى إعلان المهندس، أُطلقت النيران والشماريخ، احتفالًا ببدء رحلة الطيران، وكل ذلك تم فى غضون 10 دقائق قبل الرحلة.

داخل البالون

وبينما كنا نطير فى السماء، جاء سائح فرنسى مُرددًا: اهذا مستحيل، أنا لم أشاهد أحلى ولا أجمل من بالون مدينة الأقصر، لا أصدق أننى أشاهد الزراعات والجبل والآثار والنيل، فى مكان واحد، نظرت إلى الخضرة ثم انتقلت بعينى فوجدت الجبل أمامى، والبيوت الريفية خلفى، وأثناء الهبوط شاهدت القرى بتفاصيلها الريفية، والتقطت صورًا تذكارية، فسأحضر إلى هنا كل عامب.

فجأة، طلب أحد السائحين من الكابتن أن يهبط عند الملكة حتشبسوت، فأخبره الكابتن أثناء القيادة لا يمكننى التحكم فى التحرك يمينًا ويسارًا، فطبقات الهواء وحدها هى التى تُحدد خط سير الذهاب والإياب، وهى تتدرج فى وضوحها بعد كل متر طيران، وأخيرًا أقنعنا السائح أن خريطة الهواء هى الوحيدة القادرة على تحديد الوجهة، فكلما ارتفعت قليلًا نذهب يمينًا، وكلما انخفضت قليلًا نذهب يسارًا، ومن هنا يحدد موقع الهبوط الملائم، فإما يرسلك للتمثالين وإما إلى اأمنحتبب.

كامل العدد

على بارون، منظم رحلات وحجز فنادق بإحدى الشركات السياحية يقول: اظللنا، لسنوات، نعانى قلة الإقبال على رحلات البالون، وهذا العام نشعر بمُتعة لا توصف، فلا توجد مشكلات تقنية، وأعداد السائحين زادت كثيرا، حتى أن البالون الواحد يقدم ثلاث رحلات يوميًا، ويوجد عليه إقبال هذا العام بصورة كبيرة، سواء من المصريين أو الأجانب، خصوصًا السائح الصينى االأفرادب، أما الوفود الأكثر إقبالًا فتأتى من إسبانيا وفرنسا، والأقصر الآن لا توجد فيها غرفة واحدة داخل المراكب أو الفنادق السياحية شاغرة، حيث يصل مُعدل الوفود السياحية بالأقصر وأسوان لأعلى مستوياته، والحقيقة أننا لم نحقق هذا المُعدل منذ 2010، فإذا كنا قديمًا نحقق نسبة إشغال 100 زائر فى اليوم، على سبيل المثال، فقد وصلت نسبة إشغال اليوم الواحد لـ600 زائر.

وقال على، إن جهود اهيئة الأرصادب، ساهمت فى حسن التنظيم والترتيب، والإبلاغ المُبكر عن إلغاء الرحلات حال سوء الأحوال الجوية، وبالتالى تغلبنا على العقبة الأكثر صعوبة، فالسائح اليوم لا يضطر للاستيقاظ مُبكرًا ليجلس ساعات طويلة ويركب شراعًا فى النيل تُحيطه أجواء البرد القارس، ثم يتفاجأ بعد ذلك أن البالون لن يطير، فلم يعد الزائر يغضب، ولم يعد يتهمنا بعدم التنظيم والترتيب، كما كان يحدث فى السابق، وتحققت الراحة للعمال وسائقى السيارات الذين ينقلون السياح من الفندق لموقع البالون.

أضاف: اتوجد 4 توقيتات لمواعيد إقلاع رحلات البالون، الرحلة الأولى لمشاهدة شروق الشمس وهى الأكثر طلبًا، والرحلات الثلاث الأخرى تبدأ من الساعة الرابعة عصرًا، حتى الساعة السادسة مساءً تواليًاب، لافتًا إلى أن سعر الرحلة يصل إلى 1000 جنيه، وأكثر ما يعشقه الأجانب فى الرحلة هو مشاهدة القرى والريف وأسطح المعابد وهم محلقون فى السماء، وأثناء الهبوط ينزلون وسط الزراعات والقصب والخلاء الريفى.

100% مبيعات

محمد حسنى سعيد، مدير شركة بالون، يقول: انعتمد على هذه الميزات أثناء عمل الحملات التسويقية والدعائية لرحلات البالون، فهى تمنح السائح تهيئة وتشويقا قبل المجيء إلينا، أغلبهم لا يخافون، ومبيعاتنا 100% ناجحة، والجميع يقتنعون ويشترون الرحلةب، مُضيفًا: انحصل على جداول رحلات البالون من شركات السياحة أو من المُرشدين السياحيين أو موظفى المبيعات، ثم نحدد تواريخ ومواعيد استيقاظ السائح حسب 4 أمور، أولها موقع الفندق، فالفنادق غرب المدينة موعدها يختلف عن فنادق شرق المدينة، وثانيًا بحسب جنسيات الزائرين، فالزوار الأمريكان يفضلون توقيت رحلات إقلاع الشروق، والزائرون الإسبان يُفضلون الطيران فى وقت متأخر، أما الصينيون فالتوقيت لا يفرق معهم كثيرًا، وفى فصل الشتاء بشكل عام لا يُدقق الزائر بشدة على توقيت الرحلة، لأنه قد يحجز الرحلة لمشاهدة الشروق، لكن يأتى اليوم شتويًا بلا شروق بل وملبد بالغيوم، وهنا لا يصبح لديه سبيل سوى أن يقبل التوقيت المُتاح، أما الأمر الثالث فهو وزن الراكب، فالبالون شكله مستطيل، ومقسم لخمسة أجزاء، فى المنتصف يوجد قسم االكابتن الطيارب، وأنابيب التحكم، أما الأقسام الأربعة الأخرى، فيتحمل كل قسم منها 5 أشخاص وقوفًا، بشرط أن تحقق حمولتهم التوازن بين الجانبين، وبعد أن يختار كل رفيقه نقوم بوزنهم على الميزان الخاص لضمان تحقيق توازن الحمولة، أما الأمر الرابع فهو درجة حرارة موقع البالون، فنحن نسير طبقًا للتعليمات، وكلما انخفضت درجة الحرارة أمكن  زيادة الحمولة، والعكس صحيح.

ترفيه وتوفير

الموسم السياحى الشتوى يبدأ فى يناير وينتهى آخر مايو، ويعود مرة أخرى فى الصيف بداية من أغسطس، أى يتوقف بشكل كامل عن العمل، على مدار شهرين فقط هما يونيو ويوليو، والسائحون يُفضلون شتاء الأقصر وأسوان لجوهما الدافئ، ثم لانخفاض الأسعار، وكل من يعشق بالون الأقصر تحديدًا يعشقه بسبب جوه الدافئ، وهواه الناعم، كما أن نسبة الحوادث فى مجال طيران البالون منعدمة، ومعظم الشركات العاملة فى هذا المجال شركات مصرية، أما البالون نفسه فنستورده من الكاميرون ومن إسبانيا، وأفضل مصنع بالون على مستوى العالم هو مصنع االترا ماجيكب، حيث يمتاز بأعلى جودة،تتوهو ما تستورده مصر، وتوجد مصانع أخرى لكن الاختلافات طفيفة، وما يميز ابالون ماجيكب أنه يعتمد حمولة 28 فردًا فى فصل الصيف بالكامل، وهذا بعكس الماركات الأخرى التى نضطر فيها لتخفيض الحمولة بسبب الحرارة.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 10/5/2023

اقرأ أيضًا : حملات مكثفة على وحدات الطعام المتنقلة بمدينة الأقصر