د. حسن أبو طالب يكتب: «الكباري الجديدة».. ودور «وزير الشباب» في تعزيز الأمن القومي

د. حسن أبو طالب
د. حسن أبو طالب

اهتمت وزارة النقل ببناء الكباري في عصر «الجمهورية الجديدة» كأحد أبرز الحلول الضرورية لتحقيق سيولة في الحركة المرورية ومنع التكدسات، وقد تم إنشاء عدد لافت من الكباري في وقت قياسي، ضمن مشروع مصر القومي للطرق الجديدة، بيد أن عددًا من المصريين قد تناول كثرة العدد بشيء من السخرية تارة، ومن الانتقاد تارة أخرى؛ لا سيما وأن هذه الطفرة في البنية التحتية تتم في وقت تمر فيه مصر – كباقي دول العالم – بأزمة اقتصادية وصلت خلالها معدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة.

وكما هو متعارف عليه، فإن تنفيذ الكباري يترك تحتها، وحولها مساحات من الأراضي، قد شاهدنا استغلالها في بعض المناطق عن طريق إنشاء محلات تجارية، ومقاهي، وملاعب رياضية، وكلها بنظام التأجير وحق الانتقاع، إلا أنه لا يزال أمام الحكومة الفرصة لتحويل كل ما يتم تداوله عن الكباري الجديدة سواء من انتقاد أو سخرية، إلى رضا شعبي عام ، إن استطاعت  أن تحدث الربط بين إنشاء كل كوبري جديد في أي منطقة، وتحقيق أحد أهداف الدولة من الرعاية الاجتماعية وتعزيز الصحة العامة وتنمية اللياقة البدنية لأهل مصر من الأطفال والشباب الأولى بالرعاية.

هذه المبادرة تهدف ليس فقط إلى تشجيع النشاط البدني، وتعزيز الصحة العامة، ورعاية الأطفال، ولكن أيضًا - وقبل كل ذلك - إلى تعزيز الرعاية الاجتماعية لأهالينا في مختلف مناطق المحروسة. فلماذا لا يتم تكليف وزير الشباب والرياضة بالتعاون مع الجهات المعنية لاستغلال هذه المساحات من أجل إنشاء مناطق ألعاب ترفيهية ورياضية مفتوحة للأطفال والشباب بالمجان؟!، بدلا من التفكير فقط في تأجيرها.. وحصر الاستفادة منها على العائد المادي، في الوقت الذي يكون فيه العائد من تعزيز الانتماء عند الطبقات البسيطة لا يُقدر بثمن؟!

من خلال ما نعرف عن طيب العلاقات بين وزير الشباب ومؤسسات المجتمع المدني، ومسئولي إدارات "المسئولية المجتمعية" في الأندية، وكبرى الشركات والمؤسسات الاستثمارية في مصر، يمكن تنفيذ هذه المبادرة بكل بساطة دون أعباء مالية إضافية على الموازنات الحكومية المحدودة، على أن تكون الخدمات المقدمة مجانية، مما يتيح فرصة للبسطاء للاستفادة منها دون أي تكلفة. وبذلك يترسخ في وجدان العامة الارتباط الأصيل بين إنشاء أي كوبري جديد، وبين تحقيق تحسن في نوعية الحياة ورفع مستوى الصحة العامة للبسطاء في المناطق المحيطة.

وبالإضافة إلى الفوائد الصحية لأبنائنا، فإن إنشاء مناطق ألعاب ترفيهية ورياضية مجانية يمكن أن يشجع الأطفال على اللعب معًا، وتعلم المهارات الاجتماعية كالتعاون والتواصل، ويعزز مشاعر الولاء والانتماء عند هؤلاء النشء تجاه مصرنا الحبيبة، بما يدعم من تماسك الجبهة الداخلية لأجيال قادمة، ويحقق أبرز ركائز الأمن القومي المصري.