كيف تصبح نجما؟.. النقاد يجيبون

بيومي فؤاد
بيومي فؤاد

■ كتب: أحمد إبراهيم - محمد إسماعيل

أثار بيومي فؤاد حالة من الجدل الواسع منذ ظهوره وحتى الآن، وهو في حد ذاته ظاهرة فنية تستحق الدراسة، حيث برع في كثير من أدوار البطولة الثانية، لكن عندما قرر أن يتحمل مسئولية فيلم كبطولة مطلقة كانت النتائج عكس التوقعات، وفشلت تجربته، وهو ما حدث معه في فيلمه الأخير “مغامرات كوكو”، بيومي ليس الحالة الأولى التي حاول فيها فنان من نجوم الصف الثاني تقديم نفسه كبطل، ولم يكتب لها النجاح، حيث كانت هناك كثير من التجارب مثل ماجد الكدواني الذي حقق نجاحا كبيرا منذ ظهوره في البدايات، لكن أولى أفلامه كبطولة مطلقة فيلم “جاي في السريع” لم يحقق المرجو منه، كما أن هناك كثير من النماذج النسائية التي لم تحقق نجاحا كبطولة مثل دينا الشربيني وريهام حجاج، وهو ما يدفعنا لمناقشة هذه الظاهرة مع عدد من النقاد، حيث نطرح عدة تساؤلات، منها “هل هناك معايير يجب توافرها في البطل؟”، و”هل الأدوار الثانية لا يمكن أن تتحمل بطولة مطلقة؟”، و”هل من الأفضل أن يحتفظون بهذه المكانة في الأدوار الثانية طالما حققوا من خلالها عديد من النجاحات؟”، في التحقيق التالي نجيب على كل هذه التساؤلات. 

في البداية يقول الناقد محمود قاسم، أن الأمر يرجع للحظ في كثير من الأحيان ويضيف: ”لكن قبل البحث عن من يصلح للبطولة المطلقة هناك كثير من المفاهيم الخاطئة لدى بعض الفنانين، منها أن الفنان لابد وأن يكون نجم شباك وله جمهور ومعجبيه، وهذا يعتبر النجاح والإنجاز، على الرغم أن كثير من عظماء الفن أمثال زكي رستم ومحمود المليجي لم يكونوا أبطال، ولم يهتموا بالبطولة، والسبب في هذا هم المنتجين، الذين يجاملوا الفنانين دون مبرر، لأنه ليس هناك منتج يخسر في الدراما، فهم يبيعون حقوق البث قبل التصوير، وهذا ما حدث مع محمد رجب مثلا في مسلسله الأخير (ضربة معلم)، الذي لم يسمع أحد عنه سواء بالسلب أو الإيجاب، ولا أدري السبب في إصرار المنتجين على مساندة رجب كبطل رغم أنه لم يحقق المرجو سواء في السينما أو التليفزيون، والسؤال هنا: (هل وصلت المجاملة لتلك الدرجة في صناعة السينما والدراما؟)، الأمر نفسه ينطبق على مي عز الدين، التي تصر على التواجد كبطلة، رغم تراجع شعبيتها، هذا يحدث كثيرا خاصة في التليفزيون، ويقل في السينما حيث لا يسعى المنتج للخسارة، لكن هناك مجاملات سينمائية أيضا لكن بأفلام تطرح في المواسم الضعيفة”.

ويضيف قاسم: “هناك مشكلة أيضا أن الفنان الذي يحصل على البطولة لا يتراجع حتى ولو فشل في تجربة أو أكثر، حيث يعتبر تراجعه لدور ثاني يعد تنازلا، لذلك فقد يقبل أن يظهر كضيف شرف ولا يقبل بالظهور كاسم ثان على التتر، رغم أن نجم عالمي بقدر عمر الشريف شارك عادل إمام في بطولة فيلم (حسن ومرقص)، بل ورفض القول أنها بطولة مشتركة، مؤكدا أن العمل ينسب لعادل إمام”.

ويستكمل قاسم حديثه بالقول: “الأردني إياد نصار نموذج على الممثل الموهوب الذي لا يملك كاريزما البطولة، فهو رغم موهبته الطاغية لم ينجح حينما حصل على البطولة في فيلم (رأس السنة)، فهناك مقومات تحدد النجم، لا تعتمد على الموهبة فقط، لذلك أنصح محمد رجب أن يهتم بتطوير آدائه والانتقاء من السيناريوهات المتشابهة التي يقدمها، والتي تخدم محاولة إظهار (خفة الدم)، حتى لا يكرر سقوطه جماهيريا، بل وأن يبحث عن الدور الجيد حتى ولو كان ثاني اسم على التتر”. 

◄ السيناريو
الناقد أحمد سعد الدين يرى أن البطل الحقيقي في أي عمل هو السيناريو، فهو من يصنع الأبطال، والدليل أن هناك وجوه شابة حصلت على بطولة سريعة وكان سر نجاحها هو السيناريو الجيد، مضيفا: “في المقابل هناك أسماء تكرر محاولات البطولة دون الاهتمام بالسيناريو، وهذا يجعلها تسقط كل مرة، أمثال دينا الشربيني ومي عمر وياسمين صبري وريهام حجاج، فهم بحاجة للمزيد من التحضير والخبرة حتى يعودون لتجربة قيادة الأعمال الفنية، فليس بالجمال وحده تحظى بالبطولة.. كما أن البطل الحقيقي للعمل هو السيناريو، الذي يجعل من الفنان بطلا، وهناك معايير أخرى للبطولة المطلقة، قد تأتي مع أول عمل تشارك به مثلما حدث مع سعاد حسني التي بدأت بطلة في (حسن ونعيمة)، بينما تتأخر لدى نجوم آخرين، مثل فريد شوقي الذي قدم عشرات الأعمال قبل أن يحظى ببطولته السينمائية الأولى، وأيضا عادل إمام الذي عمل كثيرا بين المسرح والسينما حتى حصل على البطولة الأولى في (البحث عن فضيحة) ”.

◄ معايير النجومية
أخيرا يقول الناقد رامي المتولي، أن معايير النجومية تختلف من فنان لآخر ومن وقت لآخر، وليس هناك قاعدة ثابتة لكي تنصف أن هذا الفنان يصلح كنجم أم لا، فالذي يحدد ذلك الإنتاج والتسويق، وقد يصنع منتج مشروع بطل من خلال الدفع به في عدة أدوار صغيرة بأعمال متتالية حتى يثبت موهبته وجدارته للجمهور، قبل أن ينطلق للمرحلة الثانية، لكن أيضا هذا الأمر غير مضمون النجاح، فهناك من أصبح نجم بعد مشهد أو أثنين في عمل ناجح، وهذا ما حدث مع محمد سعد بعد فيلم (الناظر)، كما أن أبطال السينما ليس بالضرورة أن ينجحوا في التليفزيون، أو العكس، فليس هناك قواعد ثابتة في هذا الأمر”.