كنوز| «التابعي» ينفي قصة الأميرة التي وقعت في غرام موسيقار الأجيال

محمد التابعي
محمد التابعي

منذ أن غادرنا موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى 4 مايو 1991 وعشاق إبداعاته يعتبرون شهر مايو بالكامل هو شهر إحياء ذكراه، وفى الذكرى 32 لغيابه عنا بالجسد، نعيد نشر المقال الذى كتبه لمجلة «آخر ساعة» عام 1934 بعنوان «لن أتزوج ولو شنقونى»، لاعناً الزواج وسنينه ونافياً «النميمة» التى شاعت بعد عرض فيلم «الوردة البيضا»>

وأشارت إلى أن بطل قصة الفيلم هو عبد الوهاب نفسه، وبطلتها «سميرة» هى «خ .. هانم» كريمة «ح .. بك» الذى رفض محمد عبد الوهاب عندما طلب يد ابنته، وظل عبد الوهاب يؤكد أنها شائعة لأنه لم يفكر فى الزواج، وأوضح الأسباب فى سطور المقال قائلا: 
«ليست هذه أول مرة أكتب فيها مقالاً للصحف، ولكننى مع ذلك أمسك القلم بتردد وأرانى مضطراً للاعتراف بينى وبين نفسى على الأقل، بأننى جبان، وأننى أخاف عواقب هذا المقال، وليس خوفى من قانون الصحافة ولا من النيابة العمومية ولا من أن يصبح مقالى هذا بعد أن كان مقال التلاقى يصبح مقال الوداع، ولكن خوفى هو من الرأى الذى سأبديه فى الزواج وبعدها «يا لوعتى ويا شقايا يا ضنى حالى» من غضب الجنس اللطيف وأنا رجل أحب أن أحافظ دائماً على رضاء الجنس اللطيف، لن أتزوج ولو شنقونى، لأننى أعتقد أن الزواج يقضى على الفنان الذى يريد أن يحس وأن يحلم وأن يحلق كل ساعةٍ فى سماء الخيال، الزواج رابطة مملة مهما كانت الزوجة، ومهما حُسنت نية الزوج، وأرونى زوجين عمرت فى بيتهم الأحلام بعد سنة واحدة من الزواج، والفنان فى حاجة إلى عين لا تنضب من الخيال والحس والشعور بمختلف العواطف من حزنٍ وفرحٍ وبغضٍ وحنانٍ ولذةٍ وألمٍ وحبٍ وكرهٍ إلى آخر هذه الألوان التى يصورها كل يوم بموسيقاه، والتى تتدافع فى صوره وتخرج منه أنغامًا تُشجى وتُبكى، والزواج يقتل هذا كله، وعلى من يعارضنى فى هذا الرأى أن يمد إصبعه ويدلنى على فنانٍ واحدٍ استطاع فنه أن يعيش كاملاً بعد الزواج، وبعد فإننى أعترف بأننى رجل ملول بطبعى لا أطيق القفص ولا القيود.. أريد أن أظل حراً أطير من غصنٍ إلى غصنٍ وأنتقل من زهرةٍ إلى زهرة، إذن لن أتزوج ولم أفكر يوماً ما فى الزواج».
●●●
تأكد فيما بعد أن الموسيقار كان متزوجاً فى السر من سيدة ثرية تكبره فى السن، ولم يكن صادقاً فيما كتبه، وسوف نكتشف من المقال الذى نشره أمير الصحافة محمد التابعى فى «أخبار اليوم» بتاريخ 5 مايو1962 أن هناك حقائق قرر أن يكشفها للقراء بعد اللغط الذى أثير بعد إذاعة قصة حياة الموسيقار فى حلقات بإذاعة «صوت العرب»، ورداً على ما أثير من لغطٍ كتب الأستاذ التابعى المقال المشار إليه باعتباره أقدم أصدقائه ويعرفه منذ 1925.
يقول الأستاذ التابعى: «أعرف عنه ما لا يعرفه الكثيرون، وأكتب رداً على ما ورد لى من أسئلةٍ حول «الحب العظيم» فى حياة الموسيقار، وهل حقيقى وقع فى غرام إحدى أميرات الأسرة المالكة ؟ وهل خطب ابنة أسرة عريقة، والأسرة رفضت أن تزوجه من ابنتهم ؟ 
يبدأ الأستاذ التابعى الإجابة عن الأسئلة منطلقاً من أن قصة فيلم «الوردة البيضا» الذى عُرض عام 1933 نقلها عباس علام من قصة أجنبية وهى لا تروى فصلاً فى حياة محمد عبد الوهاب، وقال: «ذاع عقب عرض الفيلم أنه عن قصة حقيقية بطلتها «سميرة» هى السيدة «ح... هانم» كريمة صاحب العزة «ح. ع. بك»، وأن المطرب الشاب كان قد طلب يدها، ولكن أباها رفض أن يزوج كريمته من «مغناوى»، وكانت قدم عبد الوهاب يومئذٍ لا تزال على أول الدرج الصاعد إلى ذروة المجد والشهرة والثراء العريض، ولو أن الحجاب كان قد رُفع عن بصر السيد والد الفتاة، وعرف ما يضمره الغيب لهذا «المغناوى» لما رفض تزويجه من كريمته.. أو هذا ما اعتقده الآن، ويوم ذاعت هذه الإشاعة سارع محمد عبد الوهاب إلى تكذيبها من أساسها، وأعلن أنه لم يطلب يد الفتاة ولا فكر أو يفكر فى الزواج، ثم كتب إليّ وأنقل عباراته التى وقع عليها باسمه وإمضائه، يقول: «لن أتزوج ! لن أتزوج ولو شنقونى! ذلك لأننى أعتقد أن الزواج يقضى على الفنان الذى يريد أن يحس وأن يحلم وأن يحلق كل ساعة فى سماء الخيال، والزواج رابطة مملة مهما كانت الزوجة ومهما حُسنت نية الزوج وأرونى زوجين عرت فى بيتهما الأحلام بعد سنة واحدة من الزواج، والفنان فى حاجة إلى عين لا تنضب من الخيال والحس والشعور بمختلف العواطف من حزن وفرح وبغض، وحنان ولذة وألم وحب وكره، إلى آخر الألوان التى يصورها كل يوم بموسيقاه التى تخرج منه أنغاماً تُشجى وتُبكى، والزواج يقتل هذا كله، وعلى من يعارضنى فى هذا الرأى أن يدلنى على فنان واحد استطاع فنه أن يعيش كاملاً بعد الزواج، وبعد فإننى أعترف بأننى رجل ملول بطبعى ولا أطيق القيود، أود أن أظل حراً، أطير من غصن إلى غصن وأتنقل من زهرة إلى زهرة، إذن لن أتزوج ولم أفكر يوماً ما فى الزواج» ونشرنا له ما كتب فى «آخر ساعة»!!.
ويستطرد الأستاذ التابعى قائلا: «لكن عبد الوهاب تزوج، وتزوج مرتين، وكان سعيداً فى الزواجين، وكان زواجه الأول - مثل زواجه الثانى - بعد غرامٍ عنيفٍ، دام أكثر من عامين قبل أن ينتهى بالزواج، وقد استشارنى قبل زواجه الأول، هل يتزوج أم ينهض ويتهرب من الحبيبة التى تود أن يتزوجها ؟ وسألته يومها: «هل تحبها ؟»، قال: «طبعا.. بحبها»، وعقد قرانه فعلاً، وكلمنى بعدها بأيامٍ قلائل بالتليفون ودعا نفسه وعروسه لتناول العشاء معى فى مسكنى وقال: إننى أول غريبٍ يقابل عروسه، أروى هذ القصة لأقول إن محمد عبد الوهاب لم يكن يخفى عنى شيئًا من أموره وأسراره، ولهذا عجبت - وأكتفى فقط بإظهار العجب - من حكاية أميرة الأسرة المالكة التى أحبها أو التى أحبته، وأعتقد أنها حكاية من نسج الخيال مُقتبسة من قصة «رد قلبى» لمؤلفها الصديق يوسف السباعى، وأنا لم أستمع لقصة حياة عبد الوهاب من إذاعة صوت العرب، ولكن بعض الذين سمعوها أكدوا لى أن هذه القصة مسلية جداً ومثيرة، وأن مخرجها محمد علوان قد أجاد فى إخراجها، وروا لى بعض ما سمعوه». 

أقرأ أيضا :- كواليس زواج فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار في السر
● كنوز: السيدة التى أشار إليها الأستاذ التابعى بالحروف الأولى من اسمها هى: السيدة خديجة هانم كريمة صاحب العزة حامد بك العلايلى، وفهمنا من مقال الأستاذ أن ما نُشر فى «آخر ساعة» بقلم محمد عبد الوهاب هو فى الأصل رسالة بعث بها إلى صديقه التابعى والأستاذ حولها لمقالٍ للرد على ما كان يشاع من نميمة، وأهم ما فى مقال الأستاذ التابعى أنه شكك فيما رواه محمد عبد الوهاب حول قصة الأميرة التى وقعت فى غرامه