الرأى الآخر

مات القلب الكبير

خالد القاضى
خالد القاضى

 جاءنى صوتها عبر الهاتف ضعيفا جدا كأنه يخرج من بئر عميقة.. أنا تعبانة قوي.. الدكتور حولنى على المستشفى طوارئ.. انتهت المكالمة وتقابلت معها بعدها فى طوارئ مستشفى معهد ناصر مسجاة على السرير جهاز التنفس الصناعى معلق وجهاز القلب والنبض يدق وهى فى غيبوبة تامة.. لم تكمل ٢٤ ساعة وصعدت روحها إلى بارئها.

إنها الزميلة والصديقة والأخت ناهد حربى زميلة العمل والحياة على مدار ٣٠ عاما والتى نهش جسدها المرض الخبيث طوال ثلاث سنوات.. حاولت كثيرا ان تقاومه بقوتها المعهودة وابتسامتها التى كانت تتغلب بها على كل المصاعب وشخصيتها المرحة ان تهزمه لكنه للأسف صرعها اخيرا بعد معركة طويلة.

عملت ناهد الله يرحمها على مدار سنين خدمتها فى اخبار اليوم مع كبار المسئولين من اول المرحوم الأستاذ عبدالحميد عبدالغنى وحتى المرحوم الأستاذ إبراهيم سعده ثم الاستاذ المرحوم جمال الغيطانى حتى موعد خروجها على المعاش.. وخلال تلك الفترة الطويلة كانت الله يرحمها ظهر وسندا للعديد من الزملاء سواء فى حمايتهم من غضب القيادات أثناء العمل أو توصيل وجهة نظرهم بهدوء حتى تمنع أى جزاءات أو عقوبات ساعدت الجميع من أول عمل الجمعيات للمساعدة فى الزواج والجهاز أو شراء سيارة أو شقة أو تقديم النصيحة لهم فى مختلف مناحى الحياة وكانت سر معظم زميلاتها.. لم ترفض يوما طلبا لاحد حتى الكشرى كانت تطبخه فى المنزل وتأتى به «سخن» ليفطر به كل الزملاء فى أخبار اليوم.

ناهد قلب كبير حنون وجه بشوش، الابتسامة لا تفارق وجهها خدومة حتى لو على حساب صحتها سواء لزملائها أو جيرانها أو أهلها.
بجد افتقدنا زميلة وصديقة حقيقية.. الله يرحمها ويجعل مرضها فى ميزان حسناتها. ربنا يكتب لها السعادة فى الدار الآخرة على قدر السعادة التى قدمتها لكل من يعرفها.