بسم الله

منطق معوج !

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

الفضيلة خلق وسلوك. الفضيلة روح. الفضيلة ليست فى اللبس. أقول هذا بمناسبة الهجوم غير المبرر على الدكتور حسام موافى أستاذ طب الحالات الحرجة لمجرد أن ابنته ترتدى فستانًا مكشوفًا، وليست محجبة فى ليلة فرحها.

ومتى كان اللبس هو عنوان الفضيلة؟!. بهذا المنطق المعوج تكون الفضيلة ناقصة عند بنات ونساء مصر غير المحجبات. ثم، ومن يقول إن ارتداء زى المحجبات عنوان الفضيلة ؟!. أرجو أن نتعقل حين نحكم على الناس.

لقد قرأت تعليقات عديدة تتهم الدكتور حسام موافى بأنه يناقض نفسه. حيث يتحدث عن الطب برابط قوى مع الدين، أى أنه متدين ويجب أن تكون زوجته وأمه وابنته وأخته من المحجبات.

ولا يصح أن تظهر ابنته فى صور – حتى فى زفافها – ترتدى فستانًا يظهر ذراعيها. وذهب البعض فى شطحاته إلى القول أنه يناقض ما يقول فهو أشبه بالداعية الإسلامى، وابنته سافرة وليست محجبة.

هذا القول هراء. اللبس حرية شخصية، ولا يطلب أحد من الفتاة أو السيدة سوى الخلق القويم والاحتشام فى الحديث مع الآخر، وعدم الخضوع بالقول، وعدم الابتذال فى لغة الحوار.

وتحترم المرأة لرجاحة عقلها أما أن نحاسبها على ما ترتديه من ثياب فهذا تدخل فى حريتها الشخصية. وتنمر، نعم تنمر لأنه تعييب فى شكلها ومظهرها. ويجب معاقبة من يتحدث فى زى المرأة وفق قانون التنمر.

أتمنى أن نتجاوز هذه الشكليات. وأن نطهر صدورنا من الحقد والغل. وأن نكف عن انتقاد الآخرين لمظهرهم أو ملابسهم. وأن نهتم أكثر بالعقول. وبما يصدر من أفكار ورؤى.

مصر فى حاجة إلى كل رأى وفكر يصلح من أزماتنا. مصر فى حاجة لأن يركز كل منا فى عمله وإنتاجه. كفانا هرى فى كل شىء. كفانا هرى فى أنفسنا. كفانا جلدًا للذات. يقول تعالى فى الآية 11 من سورة الرعد «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ».

دعاء : اللهم انزع الحقد والغل من صدورنا.