«المرأةُ الروح» قصيدة للشاعر محمود جمعة

الشاعر محمود جمعة
الشاعر محمود جمعة

هي المرأةُ الروحُ

 فاسأل جنونَك أن يرتديها

ويسألُ ألفَ سؤالٍ

كيف تؤلفُ بين الحنينِ وبين الحَزَنْ؟ 

كيف تفرقُ بينَ البيوتِ وبين احتياجِ السكنْ

وتصنعُ من مقلتيها وروداً

على هيئةِ الدمعِ

تنعي بنفسِ النشيجِ

همومَ الوطنْ

 

هي المرأة الروح

فابعث بليل الغريبِ النداءَ

يرتبُ في القلبِ صمتَ الأغانِي وبوحَ الكتبْ

ويكتبُ بيتين عنها

لوصفِ الكرومِ الذي ظلَ خمراً

ولم ينسكبْ

فبعضُ الحروبِ تكون اضطراراً

وبعضُ الحروبِ

لأجل عيونِ الهوى تُرتكبْ

 

هي المرأة الروح

فأرجعْ قليلاً لعصرِ احتراقِ المرافيِء

 في كلٍ قلبْ

وعصر قبولِ السلامِ كشرطٍ

لأن تتركَ النارُ بعضَ الأهلةِ

في كل دربْ 

فيحضنُ طفلان تاها طويلاً

حدوتةً لا تزالُ بها سندريللا

تؤرّقُ ليلَ أميرٍ أحبْ

 

هي المرأة الروح

تسألُ بينَ الصلاةِ وبين الصلاةِ

لماذا نسبحُ للذكرياتِ

ونسرقُ ما ينطوي من أثرْ

أليست حدودَ السماءِ سحابٌ؟

إذا ما أحس بدفءٍ جديدٍ

تنزّل مختبئاً بالمطرْ

أليس الغرامَ

أبانا الرقيقُ

 يهدهدُنا في خيالِ الخيالِ 

وينذرنا ليلةً بالخطرْ

 

هي المرأة الروح

تخشى كثيراً شوكَ الكلامِ

وترتابُ

من كل شعرٍ قديمٍ

وترسمُ فوق اعترافِ المساءِ

حباً تعرى

و قلباً  تخلى

و أمساً  يهيم 

ويحبو بها العشقُ

طفلاً بطيئاً

وصوتُ يغني له كي يقوم

وتحسبني

في ليالي الفراغِ

ملاكاً يرتقُ صوتَ السماء

ببعضِ الغيومْ

 

هي المرأة الروح

تمشي بقلبٍ

 كعودِ البخورِ

آثر عند افتضاحِ الحقيقةِ أن يحترقْ

وأن يجعلَ اسمي

بلالاً

يؤذنُ في الليلِ

حي على موجباتِ الأرقْ

وتطلق قندِيلَها

صوبَ جِسمي

فلا يبقى في البحرِ إلا ا كتمالُ  الغرقْ