منذ فترة طويلة جدا لم تشارك شيرين عبد الوهاب في حفلين متتاليين لا يفصل بينهما سوى أيام قليلة، حيث كان الحفل الأول في دبي بإطار حفلات موسم عيد الفطر، والثاني في الرياض بإطار ليلة روائع الموسيقار محمد الموجي، لهذا أعتبر الكثيرون أن هذا الأمر يعد بمثابة بداية جديدة لشيرين بعد فترة من الاختفاء الفني والمشاكل والأزمات التي مرت بها في حياتها الشخصية، وتزامنت هذه العودة لحفلاتها الغنائية بإنهاء أزمتها مع شركة “روتانا” التي نشبت خلال الفترة الماضية، وإعلان التصالح بينهما، وهو ما قد يساهم بشكل مؤثر في تركيزها بعملها الفني دون مشاكل أو عراقيل، كما اتفقت على احياء حفل غنائي جديد سيقام في جدة بعد أسبوع، وآخر في الرياض خلال الشهر المقبل، والحقيقة أن الاهتمام الجماهيري والإعلامي الكبير بعودة شيرين لنشاطها الفني - وتحديدا حفلاتها الغنائية - يعكس بشكل واضح مكانتها الفنية وحب الجمهور لها وسعادته بهذه العودة، وذلك لأن شيرين بلا شك من أهم نجمات الغناء في مصر والعالم العربي، وقبل اندلاع أزماتها الشخصية كانت المطربة الأكثر طلبا بالحفلات في كل العالم العربي، وكانت المطربة المصرية الأعلى أجرا والأكثر تحقيقا لأعلى نسب مشاهدة لأغنياتها، كما تعد المطربة الوحيدة من الجيل الحالي التي حققت نجاح جماهيري وفني ضخم في مجال التمثيل، وذلك عندما خاضت هذه التجربة من خلال مسلسل “طريقي”. وتلقت عقب هذا النجاح عروض لا حصر لها لتقديم مسلسلات وأفلام جديدة، وكانت تجهز بالفعل لتكرار التجربة، إلا أنها - ومع الآسف - انشغلت بأمور أخرى بعيدة عن الفن، وأتمنى أن تدرك شيرين بشكل حقيقي مدى ما تحظى به من موهبة ومكانة فنية وصلت لها، وحضورها في قلوب كل جماهيرها بالعالم العربي، لأنها لو أدركت هذا جيدا لن تسمح لأي شيء أن يحجبها مرة أخرى عن فنها وجمهورها، وستواصل حضورها الساطع في سماء الفن، وستكون عودتها الحالية هي بداية جديدة لها.