فى المليان

المرجعية التاريخية تؤهل العلاقات المصرية اليابانية لمراحل متقدمة 

حاتم زكريا
حاتم زكريا

لعل العلاقات المصرية اليابانية قد أخذت وضعا أكثر دفئا منذ مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مؤتمر طوكيو الدولى السابع للتنمية تحت شعار «الملكية والشراكة» تأكيدا لأحقية القارة الإفريقية فى ملكيتها لمساراتها التنموية، وكان ذلك المؤتمر الذى عقد بمدينة يوكوهاما تحت رئاسة مصر واليابان باعتبار الرئيس السيسى رئيساً للاتحاد الأفريقى فى تلك الفترة التى عقد خلالها ذلك المؤتمر فى آخر أغسطس 2019، ونشأت صداقة عميقة بين الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبى الذى تم تسمية أحد محاور مدينة نصر باسمه..

كما شاركت مصر فى بداية سبتمبر 2022 فى مؤتمر طوكيو للتنمية فى أفريقيا (تيكاد 8) الذى استضافته تونس، وألقى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء المصرى كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى المؤتمر..

ولذلك فإن تلك المرجعية التاريخية للعلاقات الثنائية بين مصر واليابان منذ أواخر أغسطس وحتى الآن هى التى دفعتنى إلى تناول الزيارة التى قام رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسى بقصر الاتحادية يوم الأحد 30 أبريل الماضى رغم مرور جملة من الأحداث المهمة منذ تلك الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء اليابانى، خاصة بعد قرار مصر واليابان بالارتقاء بالعلاقات بينهما إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، وهو ما أعلنه الزعيمان فى مباحثاتهما المكثفة..

وخلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى أعقب المباحثات أكد الرئيس السيسى أن المباحثات مع فوميو كيشيدا رئيس وزراء اليابان كانت إيجابية وبناءة مشيرا إلى أنه استعرض مع «كيشيدا» الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية والهيكلية التى تم إقرارها فى إطار تحسين بيئة الأعمال والاستثمار، ونوه إلى الفرص الاستثمارية الواعدة بمصر فى شتى المجالات، مشيرا إلى أنه دعا الحكومة اليابانية إلى تشجيع الشركات اليابانية لفتح المزيد من الاستثمارات فى مصر..

 وأوضح الرئيس السيسى أنه تباحث مع رئيس الوزراء اليابانى بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، لاسيما القضية الفلسطينية والأوضاع فى ليبيا.

كما احتلت التطورات بالسودان جانبا مهما من المباحثات، وأكدت الرؤية المصرية القائمة على ضرورة الوقف الفورى والدائم والشامل لإطلاق النار بالسودان، وأهمية امتناع أى طرف خارجى عن التدخل فى الأزمة باعتبارها شأنا سودانيا خالصا مما يسهل نزع فتيل الأزمة..

وأضاف الرئيس السيسى أن مصر تحرص على تعزيز وتعميق التعاون بين البلدين فى جميع المجالات..

ومن جانبه وصف فوميو كيشيدا مصر بأنها «شريك مهم لليابان» لكونها تلعب دورا مهما للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وإفريقيا مشيرا إلى تصميم بلاده على الاستمرار فى المساهمة ودعم التنمية والازدهار لمصر والمنطقة ككل..

وأضاف أنه تبادل الآراء مع الرئيس السيسى فى ملفات مختلفة شملت العلاقات الثنائية بين القاهرة وطوكيو. بالإضافة إلى الأوضاع على الساحة الدولية، لافتا إلى التعاون المشترك فيما يتعلق بمشروع الخط الرابع لمترو أنفاق القاهرة، إلى جانب مشاركة شركات يابانية فى مشروعات توليد الكهرباء بطاقة الرياح، وكذلك فى مجال التعليم مشددا على أن التنمية البشرية هى أساس ازدهار الدول..

ونوه كيشيدا بتقدير طوكيو لجهود القاهرة فى خفض التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين لافتا إلى أن مباحثاته مع الرئيس تطرقت إلى الأوضاع فى السودان وأوكرانيا وشرق أسيا.

 لم تقتصر المباحثات بين الرئيس السيسى ورئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا على استعراض مواقف البلدين من العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، ولكنها تضمنت حضور الزعيمين مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات بين البلدين فى عدة قطاعات منها الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشئون القانونية والقضائية والمرحلة الأولى للخط الرابع لمترو الإنفاق..

 وأعتقد أن مباحثات فوميو كيشيدا ولقاءه بالرئيس حققت نتائج إيجابية تعد تطورا محمودا للعلاقات المتميزة بين مصر واليابان فى السنوات الأخيرة.