حرمة الموتى| هل يجوز العزف أو الرقص في الجنازات؟.. قواعد صارمة وضعها الإسلام

هل يجوز العزف أو الرقص في الجنازات؟
هل يجوز العزف أو الرقص في الجنازات؟

وضع الإسلام عددا من القواعد تسمى بـ آداب الجنائز.. يعملنا من خلالها الرسول الكريم، وأصحابه من بعده كيف نتصرف وماذا نفعل لحماية حرمة الموتى من أي انتهاكات تحدث.

اقرأ أيضا: حرمة الموتى | نبش القبور.. جريمة تصل عقوبتها للسجن 5 سنوات

التزام السكوت وخفض الأصوات

من جانبها أكدت دار الإفتاء، بأنه ينبغي لمن تبع الجنازة أن يطيل السكوت ويلتزم الصمت، ويكره رفع الصوت بالذكر وقراءة القرآن ونحوهما مما فيه إخلال بآداب الجنائز والخروج عن هدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة من بعده رضوان الله عليهم أجمعين؛ فعَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَكْرَهُونَ رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ ثَلَاثٍ: عِنْدَ الْقِتَالِ، وَفِي الْجَنَائِزِ، وَفِي الذِّكْرِ" أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى". وهذه الكراهة: قيل: كراهة تحريم، وقيل: ترك الأولى.

اقرأ أيضا: «حرمة الموتى» من التصوير حتى التشهير.. كيف واجه النواب خلل قانون العقوبات؟

ذكر الله في السر خلال الجنائز

وتابعت الدار أنه قد روى ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن المغيرة قال: "كَانَ رَجُلٌ يَمْشِي خَلْفَ الْجِنَازَةِ وَيَقْرَأُ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ، فَسُئِلَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ عَنْ ذَلِكَ، فَكَرِهَهُ"، موضحة أنه إذا أراد السائرُ خلف الجنازة أن يذكر الله تعالى ففي نفسه -أي سرًّا بحيث يسمع نفسه

جاء في "الفتاوى الهندية": [وَعَلَى مُتَّبِعِي الْجِنَازَةِ الصَّمْتُ، وَيُكْرَهُ لَهُمْ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، كَذَا فِي "شَرْحِ الطَّحَاوِيِّ"، فَإِنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ اللهَ يَذْكُرُهُ فِي نَفْسِهِ”.

اقرأ أيضا: بين الموافقة والرفض.. انقسام الفنانين حول تغطية جنازات المشاهير | خاص

وقال الخطيب الشربيني في "مغني المحتاج"  [(وَيُكْرَهُ اللَّغطُ) عند السَّيْرِ مَعَ (الْجِنَازَةِ)؛ لِمَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَرِهُوا رَفْعَ الصَّوْتِ عِنْدَ الْجَنَائِزِ وَعِنْدَ الْقِتَالِ وَعِنْدَ الذِّكْرِ.
وقَالَ فِي "الْمَجْمُوعِ": وَالْمُخْتَارُ بَلْ الصَّوَابُ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ مِنْ السُّكُوتِ فِي حَالِ السَّيْرِ مَعَ الْجِنَازَةِ، وَلَا يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِقِرَاءَةٍ وَلَا ذِكْرٍ وَلَا غَيْرِهِمَا، بَلْ يَشْتَغِلُ بِالتَّفَكُّرِ فِي الْمَوْتِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَمَا يَفْعَلُهُ جَهَلَةُ الْقُرَّاءِ بِالتَّمْطِيطِ وَإِخْرَاجِ الْكَلَامِ عَنْ مَوْضُوعِهِ فَحَرَامٌ يَجِبُ إنْكَارُهُ، وَكَرِهَ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ قَوْلَهُمْ: اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَمِعَ ابْنُ عُمَرَ قَائِلًا يَقُولُ: اسْتَغْفِرُوا لَهُ غَفَرَ اللهُ لَكُمْ فَقَالَ: لَا غَفَرَ اللهُ لَكَ، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ فِي "سُنَنِهِ".

وعليه: فيكره رفع الصوت بلا حاجة أثناء الجنازة، وأما إذا كانت هناك حاجة لرفع الصوت من أجل الجنازة فلا حرج في رفعه على قدر هذه الحاجة فقط.

اقرأ أيضا: «حرمة الموتى».. ملف شامل عن أبرز الانتهاكات وأهم القوانين والتشريعات