عاجل جداً

بين شيخ الأزهر وفضيلة المفتى

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

فى مقالى الماضى،بعنوان « ماذا بعد رسائل شيخ الأزهر « تناولت ما طرحه شيخنا الجليل طوال شهر رمضان، خلال برنامج «الإمام الطيب»، من إعادة شرح وتفسير للعديد من قضايا المرأة التى أسيئ تفسيرها ، وتغلبت فيها مواريث العرف والعادات على أهداف الشريعة وأحكامها ، وطالبت ألا تتوقف رسائل شيخ الأزهر عند حدود إذاعتها فى برنامج، بل يجب أن يعقبها قوانين تضمن تحويلها إلى واقع، ويكفى ما تحملته النساء سنوات طويلة بسبب التفسيرات الخاطئة للدين

وعقب نشر المقال وصلتنى رسالة من قارئ الأخبار رجب الصاوى،جاء نصها:

شكرا على تسليطك الضوء على رسائل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أطال الله عمره ونفع بعلمه

وللأسف يا أستاذة فلو تمعن الناس فى رسائل فضيلته لعلموا بالفعل كيف أن الإسلام يحقق التوازن بين الزوج والزوجة و أن الشريعة الإسلامية تهدف للاستقرار بين الزوجين ولعلموا أن الله عز وجل راعى حال كل واحد منهما وللأسف فإننا فعلا نجد هذه الأيام من يعيش على أموال الزكاة ورغم ذلك متزوج باثنتين وربما أكثر وينجب من هذه وهذه ولا ينفق عليهم

رسائل الإمام الأكبر يجب أن تطبع فى كتاب لينتفع بها كل من أراد الوقوف على حقوق الزوجين فى الشريعة الإسلامية

تحياتى لك ودعواتى بالتوفيق والمزيد حول هذا الموضوع ، وكل عام وانتم بخير.

- ومن شيخ الأزهر إلى فضيلة المفتى د.شوقى علام، وما طرحه حول الخمر ، فى برنامج نظرة بقناة صدى البلد مع الزميل حمدى رزق، لتكون المفاجأة ضيق أفق شديد فى ردود الأفعال حول ما قاله الرجل، فقد أكد المفتى أن شرب الخمر محرم بنص قرآنى قطعى الدلالة، ولكن لا توجد عقوبة محددة منصوص عليها فى القرآن الكريم أو فى السنة النبوية المشرفة ضد شارب الخمر، كما ورد فى السرقة والزنا والقتل.

والغريب أن هذه التصريحات التى طرحها عالم أزهرى جليل يعتلى كرسى الإفتاء ، أثارت جدلا لا مبرر له، يعكس ضيقا شديدا فى الأفق، لدى البعض .
فقد قامت الدنيا ولم تقعد ، وانبرى البعض للهجوم ، وتفسير ما قاله على طريقة «لا تقربوا الصلاة»، وتأكيدهم على أنه لا يمكن التشكيك فى تحريم الخمر وعقوبته، وأن القول بأن العقوبة لم ترد فى القرآن أوالسنة لايعنى نفى العقوبة. .

والحقيقة أن هذا هو ما قاله فضيلة المفتى ولم يخرج عنه، فالقصد واضح ، ولا مجال للجدل والخلاف، ولكن الغريب أن بعض من أثاروا الجدل حول تصريحاته ، هم من رجال الدين أنفسهم.

وللأسف فقد أضعنا وقتا طويلا فى هذا الخلاف ، حول أراء لم تُطرح، ، وقضية لا وجود لها من الأساس،

والخطير أن هذا الجدل العقيم ، أصبح ظاهرة تتكرر كثيرا، والأخطر أنها ظاهرة لا تهدر الوقت فقط، بل تهدر الفكر والعقل، وهو أكبر خطر ننساق وراءه حاليا بلا وعى .