د. إيمان حلمي تكتب: متتجوزوش

د. إيمان حلمي
د. إيمان حلمي

مع ازدياد معدلات الطلاق بشدة في الوقت الحالي في المجتمع المصري وفقاً للتقارير التي أعدها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء حيث وصلت حالات الطلاق إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، فلا يوجد احد منا لا يعرف حالة أو حالتين من حالات الطلاق بشكل شخصي، وقد يرجع هذا من وجهة نظري إلى النظرة الحالمة للزواج مع عدم وجود وعي مدرك بحجم المسئولية المصاحبة لهذا الرباط المقدس.

ومن هنا برز دور الآباء في توعية ابناءهم بشكل الحياة التي سيقبل عليها ابناءهم، وتنشئتهم بمبدأ المشاركة في الآراء وأعمال المنزل وتعريفهم بأن المنزل هوا شراكة مقدسة بين الزوج والزوجة الأساس فيه مبدأ التعاون والثقة والتحمل من كلا الطرفين واحترام كلا منهما للآخر وعدم تدخل اياً كان في شئون الزوجين.

"ايه يعني ما ابويا كان بيضرب أمي هوا انتي يعني أحسن منها" بهذه العبارة هدمت العديد من البيوت، في مجتمع يلقي باللوم أولاً على المرأة ويختلق كافة الأعذار للرجل، وجب على الآباء أن يربوا ابناءهم على مبدأ المشاركة والاحترام المتبادل، فيجب تعليم الابن الذكر منذ صغره  كظم الغيظ عند الغضب والتفهم لطبيعة المرأة المتقلبة، كما يجب تعليم الابنة مبدأ الاحتواء وتدارك المواقف وعدم الاطالة في الكلام "وقت الزعل".

كما لا يجب أيضاً تربية الإناث أو الذكور على تحمل العبء الكامل بل أن مشاركة أعباء الحياة هيا ما تجعل البيوت تستمر ويعمها الاستقرار، فيجب على كلا الطرفين معرفة أن كلا منهما يدعم الآخر ويسانده بكافة الطرق، ولا تقتصر التضحية فقط من جهة "المرأة" فلا يوجد ما يسمي بـ"مينفعش اخوكي يغسل المواعين دا ولد"، أو "انتي عوزاه ينزل السوق ازاي دا راجل"، أو "نضفي أوضة أخوكي انتي البنت" كل هذه الأساليب التربوية الخاطئة يشارك بها الآباء بشكل أو بآخر في تدمير حياة أبناءهم الزوجية المستقبلية.

ليس هذا السبب الوحيد طبعاً للطلاق ولكنه يعد أحد الأسباب الرئيسية من واقع معايشتي الشخصية لبعض الحالات، فلكل شاب وفتاة مقبلين على الزواج، أعلموا جيدا أن البيوت تبني على المودة والثقة والمشاركة والاحترام المتبادل، فلا مانع من قيام الزوج في بعض الأوقات ببعض أعمال المنزل ومشاركة زوجته في تربية الأبناء وتعليمهم، كما يجب على الزوجة أن تكون خير السند والداعم الأول لزوجها بكافة الطرق الممكنة وأن تكون حافظة أسراره ولا تسمح لأياً كان من التدخل في شئون أسرتها، فالأسرة هي نواة المجتمع الأولى وبتدميرها ينتج مجتمع غير مستقر تشتت فيه الأبناء ونشأوا بعيداً عن أحضان الأب أو الأم... فلكل شاب وفتاة لم يدركوا المعني الحقيق للزواج فنصيحة... لو مش أد الجواز ومسئوليته "متتجوزوش".