«3 سلامات» تحية للكروان.. كتاب يعيد الاعتبار إلى «قنديل»

محب جميل الفنان الراحل محمد قنديل
محب جميل الفنان الراحل محمد قنديل

لأنه أحب صوته على المستوى الشخصى اختار الباحث محب جميل الفنان الراحل محمد قنديل ليكون شخصية كتابه الجديد، إضافة إلى الأسباب التى تتعلق بمنجز ومكانة الصوت الرائع؛ الذى كان وسيظلّ واحدًا من أجمل الأصوات التى ظهرت، خاصة فى النصف الثانى من القرن العشرين.

ولا شك أن أغنياته التى قدمها فى مناسبات مختلفة، يتردد صداها إلى يومنا هذا، ويقول محب مؤلف كتاب «محمد قنديل- 3 سلامات»: هو من الأصوات القليلة التى تمتلك «بصمة» واضحة يصعب أن تخطئها الأذن، كما أنه يمثل جزءًا من المشروع الذى أسعى منذ سنوات أن أنجزه عن مجموعة من الأصوات الرائعة التى لم تنل قدرًا كافيًا من الاهتمام وتسليط الضوء، ويضيف المؤلف متحدثًا عن العقبات التى قابلها فى إعداد الكتاب الذى صدر حديثا عن دار آفاق للنشر، قائلا: أواجه دائمًا معوقات لها علاقة بالمادة «الأرشيفية»، فظهور «قنديل» مثلًا كان نادرًا فى الصحافة ومن الصعب أن تجد له حوارًا يتحدث فيه بالتفصيل من حياته الشخصية أو الفنية! وبالتالى تصبح المهمة شاقة للبحث عن حوارات أو مقالات تخصّه وسط مجلدات من الصحافة الفنية. كما أن الملفات «الأرشيفية» التى تخصّ هذه الشخصيات التى توفرها الدور الصحفية، لا تحيط بسيرتهم بالقدر الكافى، وتحتاج إلى بحث مضاعف فى المصادر الخارجية حتى تكتمل الصورة لكتابة السيرة، وعن قيمة صوت الكروان «قنديل».

يقول محب: لا أظن أنه لم يدرك قيمة صوته الفعلية، بل هناك أسباب عديدة أثرت سلبيًا على شهرته؛ منها مثلا، شخصيته التى تميل إلى العزلة، كما أن المنتجين لم يمنحوه فرصة البطولة المطلقة كمطرب على شاشة السينما، التى تلعب دورًا خطيرًا فى شهرة الفنان، وأظن أن «قنديل» يحتاج إلى مزيد من الدراسات حول طبيعة صوته ومهاراته فى الأداء بشكل أوسع، وفى ظنى أن إرثه الغنائى الضخم لم يكن فى صالحه أيضًا، فالرجل لديه ما يقارب الألف أغنية فى مناسبات عديدة، وفى قوالب غنائية مختلفة، وهذا الإرث لم يسمح للمستمعين باكتشاف كل هذه الأعمال، وبالتالى جرى حصره فى عشر أغنيات مشهورة على أقصى تقدير، فى حين أن لديه مجموعة رائعة من الأغنيات التى لا تُذاع، تناول الكتاب نشأة «قنديل» فى عائلة فنية..

ويحكى محمد قنديل عن أغنيته «الغورية» التى حققت نجاحا كبيرا، ويقول: فبعد أن غنيت أغنية (الغورية) لكمال الطويل، نجحت الأغنية وشاءت شركة كايروفون أن تسجلها على أسطواناتها، وعرضت على مبلغ ٥٠ جنيها، فرفضت وتمسكت برفضى فما كان من كمال الطويل، إلا أن ذهب إلى الشركة وعرض عليهم تسجيل اللحن بصوت «عبد الحليم حافظ « بالأجر المعروض، ووافقت الشركة، وسجل عبد الحليم الأغنية بصوته، وكان هذا أكبر من أن يفعله كمال معى فذهبت إلى الشركة وعرضت عليها تسجيل الأسطوانة مجانا! ورحبت الشركة بذلك، إذ إن أسطوانتها التى سجلت بصوت عبد الحليم لم تجد رواجًا فى السوق، وسجلتها بصوتى وطبعت مرارا بعد أن سجلت بصوت مغنيها الأصلى.