بدون أقنعة

الحوار الوطنى.. وقفة مع النفس

مؤمن خليفة
مؤمن خليفة

أهمية الحوار الوطنى تأتى من كونه سبيلا متاحا لإعادة تقييم مختلف القضايا التى تشغل بال المصريين.. ووقفة مع النفس ونحن نمضى فى طريق التنمية على مختلف الأصعدة ونلتمس آراء الجميع من مختلف التيارات السياسية والحزبية فيما قدمناه وما هو قادم خاصة فيما يتعلق بـ»الأسرة المصرية» عماد هذا المجتمع والمحرك الأساسى له.

هناك ظاهرة مهمة طرأت علينا منذ سنوات قريبة وأصبحت تهدد استقرار الأسرة وهى ظاهرة الطلاق التى تعدت أرقاما قياسية لم تصادفنا يوما ووصلت حالات الطلاق عام 2021 لنحو 254 ألفا و777 حالة بنسبة بلغت 14.7% مقارنة بعام 2020، حيث بلغ عدد حالات الطلاق 222 ألفا و36 حالة عام 2020. وقفزت أحكام الطلاق النهائية بمقدار 38.4% ووصلت إلى 11 ألفا و194 حكماً عام 2021، مقابل 8 آلاف و86 حكماً عام 2020. فى تعداد بلد كبير مثل مصر لا تمثل هذه الأرقام قيمة تذكر لكننا فى مصر لم يكن يحدث مثل هذه الحالات ولذلك أفرد «الحوار الوطنى» مساحة كبرى لمناقشة هذه الظاهرة وكذلك ظاهرة العنف الأسرى خلال الجلسات إضافة إلى عشرات القضايا الأخرى المتعلقة بالصحة والتعليم والثقافة والجامعات والبحث العلمى ومعوقاته وسوق العمل والخريجين والعدالة الاجتماعية والملكية الفكرية ومحو الأمية والزيادة السكانية ومنظومة التأمين الصحى الشامل والملف الاقتصادى الذى يشغلنا جميعا كشعب وقانون حوافز الابتكار.. اليوم سوف أتحدث عن الأسرة وقد شكل التقرير الأخير الذى أصدره الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول ارتفاع معدلات الطلاق فى مصر بشكل غير مسبوق، صدمة حقيقية وأمرا بالغ الأهمية يستحق البحث والدراسة للوقوف على حجم هذه الظاهرة السلبية والبحث عن الأسباب والحلول بهدف إعادة الاستقرار للأسرة والمجتمع.


أرقام الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء مفزعة وعلى سبيل المثال هناك ارتفاع معدلات الطلاق فى الحضر عن مثيلاتها فى الريف بلغت فى الحضر 3 لكل ألف من السكان، بينما بلغت فى الريف 1.9 لكل ألف. ووقوع حالة طلاق كل دقيقتين، بينما تقع 29 حالة طلاق كل ساعة فى عام 2021، مقارنة بـ23.7 حالة طلاق عام 2017، بمتوسط ارتفاع 5.4 حالة فى ساعة. أى هناك زيادة عاما بعد عام.


ووجدوا أن أعلى معدلات الطلاق فى الفئة التى تحمل شهادة تعليم متوسطة، تليها الفئة التى تقرأ وتكتب، بينما أقل معدلات الطلاق تقع فى فئة الحاصلين على درجة جامعية عليا.


وتصدرت القاهرة فى ارتفاع معدلات الطلاق لعام 2021، حيث بلغ 5.4 لكل ألف من السكان، تليها محافظة الإسكندرية بمعدل 4.1 لكل ألف من السكان.. بينما سجلت أسيوط أقل معدلات الطلاق حيث بلغ المعدل بها 1.1 لكل ألف من السكان، تليها المنيا بواقع 1.3 لكل ألف من السكان. مناقشة هذه الظاهرة أصبحت «فرض عين» على الحوار الوطنى فعندما يتصدى لها سوف ينصلح حال الأسرة وبالتالى يستقر المجتمع وتختفى الجريمة وهذا يمثل فى رأيى نجاحا كبيرا للحوار.


أسفلت الطريق الدائرى
أنفقت الدولة مليارات من الجنيهات لإعادة رسم وتخطيط الطرق الرئيسية والفرعية فى كل أنحاء مصر.. كلنا يعرف ذلك وكلنا يدرك حجم هذه الإنجازات وكيف أصبحت هذه الطرق مصدر سعادة للمصريين فقد يسرت عليهم الوقت ووفرت الوقود وقللت من الحوادث ولا أحد ينكر أبدا أن هناك معجزة حدثت فى الطرق والمشوار الذى كان يستغرق 3ساعات تنتهى منه الآن فى أقل من ساعة.. هناك جهد واضح للفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل فيما أصبح عليه الآن الطريق الدائرى لكن هناك بعض «الهنات» البسيطة فى بعض المسافات ما بين كارفور ومطلع الدائرى من الأوتوستراد حيث الأسفلت غير متساوٍ وهناك أجزاء مرتفعة وأخرى منخفضة بدون سبب.. حرام «نبوظ الطبخة عشان نص ملعقة ملح».