فى الصميم

لو‭ ‬قالها ‬‮«‬سوليفان»‬‭!‬

جلال عارف
جلال عارف

آلة‭ ‬القتل‭ ‬الاسرائيلية‭ ‬لاتتوقف‭ ‬عن‭ ‬حصد‭ ‬أرواح‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬لايمر‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬اقتحام‭ ‬للمدن‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وسقوط‭ ‬شهداء‭ ‬فلسطينيين‭ ‬واعتقال‭ ‬أعداد‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬حرة‭ ‬فى‭ ‬وطن‭ ‬حر‭ ‬ومستقل‭. ‬ولا‭ ‬يمر‭ ‬يوم‭ ‬دون‭ ‬انتهاكات‭ ‬جديدة‭ ‬للأقصى‭ ‬المبارك‭ ‬والمقدسات‭ ‬الاسلامية‭ ‬والمسيحية،‭ ‬ودون‭ ‬عدوان‭ ‬جديد‭ ‬لالتهام‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الارض‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وزرعها‭ ‬بالمستوطنات،‭ ‬ودون‭ ‬تهديد‭ ‬بحرب‭ ‬شاملة‭ ‬تفجر‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لكنها‭ ‬ترضى‭ ‬زعماء‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذين‭ ‬لايرون‭ ‬حلاً‭ ‬للصراع‭ ‬إلا‭ ‬بوضع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬جميعاً‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭: ‬القتل‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬كما‭ ‬تحقق‭ ‬لنتنياهو‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬بالهرب‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬الداخلية،‭ ‬والبقاء‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الذهاب‭ ‬للمحاكمة‭.. ‬وربما‭ ‬للسجن‭!! ‬
العالم‭ ‬كله‭ ‬يدين‭ ‬ويستنكر،‭ ‬وأمريكا‭ ‬تطور‭ ‬موقفها‭ ‬ليصل‭ ‬لحد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الاشمئزاز‮»‬‭ ‬من‭ ‬تصرفات‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬الذى‭ ‬ترفض‭ ‬دعوته‭ ‬لزيارة‭ ‬واشنطن‭ ‬كما‭ ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬مع‭ ‬رؤساء‭ ‬الحكومة‭ ‬الاسرائيلية‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتى‭ ‬الاستغراب‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬تصريحات‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬الأمريكى‭ ‬‮«‬سوليفان‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬زيارة‭ ‬مهمة‭ ‬للمملكة‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬تعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬الادارة‭ ‬الامريكية‭ ‬بتحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬قلقة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬إرادة‭ ‬أمريكية‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬تواجدها‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.‬


السيد‭ ‬‮«‬سوليفان‮»‬‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬وعن‭ ‬لقاء‭ ‬سيجمعه‭ ‬مع‭ ‬نظرائه‭ ‬فى‭ ‬السعودية‭ ‬والامارات‭.. ‬والهند،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعاون‭ ‬أكبر‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجهها‭ ‬المنطقة‭. ‬ثم‭ ‬تناسى‭ ‬‮«‬اشمئزاز‮»‬‭ ‬إدارته‭ ‬من‭ ‬المجازر‭ ‬والمحارق‭ ‬التى‭ ‬تقيمها‭ ‬اسرائيل،‭ ‬ليقول‭ ‬إنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يواصل‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬اسرائيل‭ ‬والمملكة‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬التى‭ ‬يعرف‭ ‬موقفها‭ ‬المتمسك‭ ‬بالمبادرة‭ ‬العربية‭ ‬وبشرط‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬67‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭.‬


ألم‭ ‬يكن‭ ‬الأجدى‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬المسئول‭ ‬الأمريكى‭ ‬الكبير‭ ‬رأيا‭ ‬حاسماً‭ ‬فى‭ ‬جرائم‭ ‬اسرائيل‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطينى‭. ‬وأن‭ ‬يجدد‭ ‬التأييد‭ ‬للمبادرة‭ ‬العربية‭ ‬والقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ويقول‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الڤيتو‮»‬‭ ‬الأمريكى‭ ‬لم‭ ‬يمنع‭ ‬تطبيقها؟‭!..‬ألم‭ ‬يقرأ‭ ‬السيد‭ ‬‮«‬سوليفان‮»‬‭ ‬آخر‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأى‭ ‬التى‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأكثرية‭ ‬فى‭ ‬حزبه‭ ‬تؤيد‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬المشروع؟‭!‬


لو‭ ‬فعل،‭ ‬لفتح‭ ‬أبواباً‭ ‬أغلقها‭ ‬الانحياز‭ ‬لغير‭ ‬الحق،‭ ‬والتعامل‭ ‬بالمعايير‭ ‬المزدوجة‭ ‬التى‭ ‬خسرت‭ ‬أمريكا‭ ‬بسببها‭ ‬الكثير‭!!‬