آلة القتل الاسرائيلية لاتتوقف عن حصد أرواح الفلسطينيين، لايمر يوم دون اقتحام للمدن الفلسطينية وسقوط شهداء فلسطينيين واعتقال أعداد من شباب لا يبحث إلا عن حياة حرة فى وطن حر ومستقل. ولا يمر يوم دون انتهاكات جديدة للأقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ودون عدوان جديد لالتهام المزيد من الارض الفلسطينية وزرعها بالمستوطنات، ودون تهديد بحرب شاملة تفجر الأوضاع فى المنطقة، لكنها ترضى زعماء الإرهاب الذين لايرون حلاً للصراع إلا بوضع الفلسطينيين جميعاً بين خيارين: القتل أو التهجير كما تحقق لنتنياهو ما يريده بالهرب من أزماته الداخلية، والبقاء فى الحكم بدلاً من الذهاب للمحاكمة.. وربما للسجن!!
العالم كله يدين ويستنكر، وأمريكا تطور موقفها ليصل لحد الإعلان عن «الاشمئزاز» من تصرفات حكومة نتنياهو الذى ترفض دعوته لزيارة واشنطن كما جرت العادة مع رؤساء الحكومة الاسرائيلية. ومن هنا يأتى الاستغراب من بعض تصريحات مستشار الأمن القومى الأمريكى «سوليفان» قبل زيارة مهمة للمملكة السعودية الشقيقة تعكس اهتمام الادارة الامريكية بتحسين العلاقات بين الدولتين بعد فترة قلقة فى هذه العلاقات، كما تؤكد إرادة أمريكية على دعم تواجدها فى المنطقة.
السيد «سوليفان» تحدث عن كل ذلك، وعن لقاء سيجمعه مع نظرائه فى السعودية والامارات.. والهند، من أجل تعاون أكبر فى ظل التحديات التى تواجهها المنطقة. ثم تناسى «اشمئزاز» إدارته من المجازر والمحارق التى تقيمها اسرائيل، ليقول إنه يريد أن يواصل العمل من أجل تطبيع العلاقات بين اسرائيل والمملكة السعودية الشقيقة التى يعرف موقفها المتمسك بالمبادرة العربية وبشرط إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس.
ألم يكن الأجدى أن يقول المسئول الأمريكى الكبير رأيا حاسماً فى جرائم اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى. وأن يجدد التأييد للمبادرة العربية والقرارات الشرعية الدولية ويقول إن «الڤيتو» الأمريكى لم يمنع تطبيقها؟!..ألم يقرأ السيد «سوليفان» آخر استطلاعات الرأى التى تؤكد أن الأكثرية فى حزبه تؤيد الحق الفلسطينى المشروع؟!
لو فعل، لفتح أبواباً أغلقها الانحياز لغير الحق، والتعامل بالمعايير المزدوجة التى خسرت أمريكا بسببها الكثير!!