تتويج الملك تشارلز| «التعدد العرقي» يسيطر على الحفل التاريخي

الملك تشارلز ( أ ف ب)
الملك تشارلز ( أ ف ب)

تابع المليارات حول العالم حفل التتويج التاريخي للملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، في حدث فريد تم لأول مرة منذ 70 عاما.

اتخذ الحفل طابع الفخامة في كل شىء، وحضره الآلاف من الرؤساء والملوك والسياسيين والفنانين من حول العالم، كما لفت التنوع العرقي والديني الأنظار، ليعطي انطباعا بأن المملكة أرض تضم كافة الأعراق.

لأول مرة، صنعن 3 نساء من السود، التاريخ بمشاركتهن في مراسم التتويج حيث لفتن الأنظار بالظهور في حدث يخص العائلة الملكية البريطانية التي لم تتخذ موقفا معاديا للسود ولكن لم يعتاد المجتمع البريطاني على رؤيتهم في أية محافل أو مناصب حساسة.

اقرأ أيضًا: تاج وصولجان..تعرف على أبرز العناصر المستخدمة أثناء توويج ملك بريطانيا

السيدة الأولى هي فاليري آن آموس، وهي سياسية ودبلوماسية دخلت التاريخ بالفعل عندما تم منحها وسام الرباط العام الماضي وكذلك حين أصبحت أول امرأة سوداء تعمل في مجلس الوزراء البريطاني وزعيمة لمجلس اللوردات من 2003 إلى 2007.

أما الثانية فهي فلولا بنيامين، وهي سياسية وسيدة أعمال بريطانية، وسواء آموس أو بنيامين فكلتاهما تحملن رتب النبلاء البريطانية. 

أنا السيدة الثالثة فهي القس روز هدسون ويلكين، وهي تشغل منصب أسقف دوفر من أصل أنجليكاني جامايكي، وتعمل في أبرشية كانتربري.

عهد الملك إلى آموس ، 73 عامًا ، بالانضمام إلى رئيس أساقفة كانتربري جوستين ويلبي خلال طقس الاعتراف في بداية حفل التتويج. كانت تحمل صولجان الملك مع الحمامة، وهو باللون الذهبي والفضي مزين بحمامة الروح القدس البيضاء.

اقرأ أيضًا: تتويج الملك تشارلز.. قصة خاتم زواج يرتديه كل ملوك بريطانيا أثناء المراسم

هذا الأثر الذي لا يقدر بثمن مرصع بالألماس الوردي والياقوت والزمرد والياقوت الأزرق والإسبينيل. يعرفه الخبراء أيضًا باسم "قضيب الإنصاف والرحمة" لأنه يمثل الدور الروحي للملك. أقامها تشارلز الثاني خلال حفل تتويجه عام 1661.

أما البارونة بنيامين، فقد دخلت التاريخ البريطاني عندما أصبحت أول سوداء تصبح عضو في مجلس اللوردات في عام 2010. وعهد إليها الملك بحمل صولجان السيادة مع الصليب.

وعهد الملك أيضًا إلى هدسون ويلكين ، التي صنعت التاريخ البريطاني كأول امرأة سوداء تصبح أسقفًا في كنيسة إنجلترا في عام 2019 ، بصولجان The Queen Consort's Rod with Dove ، وهو صولجان مصنوع من العاج والذهب الذي يتميز أيضًا بحمامة الروح القدس البيضاء.

على جانب آخر لاحظ الكثيرون ظهور بعض الحراس بالعمامة الهندية، إضافة إلى حضور ممثلي الديانة السيخية والهندوس لتهنئة الملك.

وبالرغم من قدسية يوم السبت لدى اليهود، إلا أن ممثلا عن اليهود حضر أيضا لحضور المراسم لكنه لم يشارك علانية في المباركة عبر مكبرات الصوت، كون الأمر محرما لدى اليهود يوم السبت.

ظهر كذلك ممثلون عن الديانة الإسلامية، وقد ظهر ممثلو الأديان جميعا معا في مشهد يحدث لأول مرة في تاريخ المملكة وقد قام تشارلز الثالث بمصافحتهم.

من جانبه صرح رئيس الحكومة البريطانية ريشى سوناك، «إن هذا الأمر لا يقتصر على مجرد عرض، بل يمثل تعبيرًا عن فخرنا بتاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا، وإنه دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وعلى الطقوس التي نفتخر بها، والتي ستولد من خلالها حقبة جديدة».

وأكد سوناك أهمية الاحتفال بهذه المناسبة في نهاية الأسبوع، والتعبير عن فخرنا بمن نحن وبتاريخنا، ودعا إلى النظر إلى المستقبل بأمل وتفاؤل، وخلق ذكريات جديدة ليتمكن أحفادنا في المستقبل من استحضار هذا اليوم الذي اجتمعنا فيه للغناء، وختم بتمنياته لحفظ الملك.