سعدت كثيرا بإعلان قناة الوثائقية المصرية الاشتباك مع الواقع بإنتاج فيلم عن الملكة كليوباترا، في إطار المعركة التي أطلق عليها “معركة صناعة الوعي”، خاصة أننا في وقت لا يسمح بأي منع أو إحتكار في عصر السموات المفتوحة، وكان من المهم أن نقدم رؤيتنا تجاه ما يحدث من حين لآخر من عمليات تشويه لحضارتنا وتزييف لتاريخنا عبر أعمال سينمائية ودرامية، وسواء كنا فعل أو رد فعل تجاه ما تحتويه وتنتجه وتبثه شبكات ومنصات إنتاجية عالمية عابرة للقارات تهدف للي ذراع الحقائق علينا، وأن نكون طوال الوقت في حالة اشتباك.
سعدت كثيرا بإعلان قناة الوثائقية المصرية الاشتباك مع الواقع بإنتاج فيلم عن الملكة كليوباترا، في إطار المعركة التي أطلق عليها “معركة صناعة الوعي”، خاصة أننا في وقت لا يسمح بأي منع أو إحتكار في عصر السموات المفتوحة، وكان من المهم أن نقدم رؤيتنا تجاه ما يحدث من حين لآخر من عمليات تشويه لحضارتنا وتزييف لتاريخنا عبر أعمال سينمائية ودرامية، وسواء كنا فعل أو رد فعل تجاه ما تحتويه وتنتجه وتبثه شبكات ومنصات إنتاجية عالمية عابرة للقارات تهدف للي ذراع الحقائق علينا، أن نكون طوال الوقت في حالة اشتباك.
الأمر فجره النزاع – المشروع - حول إنتاج شبكة “نيتفليكس” فيلم وثائقي درامي حول كليوباترا، بعنوان “الملكة كليوباترا”، وقد حرف صورتها من خلال ظهورها كإمرأة إفريقية سوداء في مغالطة كبرى للتاريخ، ومفهوم خاطئ وصارخ، فالملكة الأسطورية ذات الملامح اليونانية لم تكن أبدا سمراء، بل بشرتها فاتحة في كل مقررات التاريخ والجغرافيا .
والواقع أن هناك دروس كثيرة من تلك الواقعة الفنية التي أنتفض عليها جموع المصريين، وهو أننا يجب أن نكون في إعتراضنا بعيدين كل البعد عن تصدير مفهوم العنصرية العرقية، مؤكدين على الإحترام الكامل للحضارات الأفريقية ولإخواننا في القارة الأفريقية التي تجمعنا جميعا.
والتأكيد على انتماء مصر الأفريقي بما يحقق لنا العديد من المكاسب، ليس فقط على مستوى العالم، بل أيضا في مواجهة الإتهامات لنا بالعنصرية من خصومنا بالمنطقة، فردود الفعل غير الواعية تنعكس سلبا على صورة مصر، وهي الدولة البعيدة عن العنصرية والتمييز .
إن التفكير بالقوة الناعمة بإنتاج أعمال كبيرة ومدروسة تؤرخ للحقائق لهو أمر حميد تأخر كثيرا، لكنه القدر الذي ألهمنا الانتباه لتاريخنا، وتقديمه في صورته الحقيقية والعلمية من أجل الأجيال الجديدة، وينبغي أن تتوفر لتلك الأعمال الحرية الكاملة في إبداعها وإنتاجها وتنفيذها بصورة مبهرة، لأننا نخاطب بها العالم، ولم يتوقف الأمر عند كليوباترا، بل شخصيات وقضايا ومواقف وحقب تاريخية أخرى قديمة ومعاصرة، فنحن نملك حضارة عظيمة، وتاريخ ملهم، يتطلب أعمال سينمائية ودرامية ووثائقية مستمرة، وتكون دائما تحت الأضواء، وأن نفكر في عرضها بشكل عالمي بتسويقها على منصات وشاشات عالمية كبرى، وصدقوني سيشاهدها العالم الذي لديه حالة شغف كبرى بالحضارة الفرعونية والمصرية القديمة.
بطلة فيلم “نيتفليكس”، أديل جيمس - وهي مختلطة الأعراق - والتي تجسد دور الملكة كليوباترا، وواجهت إعتراضات، قالت: “إذا لم يعجبك الأمر لا تشاهد العرض”، بالقطع هو رأي لا يعرف الوعي، لأن العمل ليس كأي عمل فني خاضع للتقييم، لكنه وثائقي ينبغي أن يبنى على حقائق وليس تحريفا، وهي تدرك أيضا أن الملايين سيشاهده، وأن هوليوود ستتجاهل كل ما أثير من جدل حوله، مخرجة الفيلم تينا جرافة قالت بعبثية: “أتذكر عندما كنت طفلة رأيت إليزابيث تايلور تلعب دور كليوباترا، كنت مفتونة، لكن حتى ذلك الحين شعرت أن الصورة لم تكن صحيحة، هل كانت بشرتها بيضاء حقًا؟، مع هذا الإنتاج الجديد، هل يمكنني العثور على إجابات حول تراث كليوباترا وإطلاق سراحها من القبضة الخانقة التي فرضتها هوليوود على صورتها؟”، وهنا تكمن خطورة أخرى لهوليوود التي تُرك لها المجال، وكثيرا ما تعبث بالتاريخ، ولا ينبغى أن تكون هي مصدرا مهما ووحيدا لتوثيق الصورة، ينبغي أن نكون نحن المؤثرين والموثقين لتاريخنا والمصدر الأول له كي نوقف شرارة التزييف.