نقطة فوق حرف ساخن

عمرو الخياط يكتب: حوار من أجل الوطن

عمرو الخياط
عمرو الخياط

ذٌكر الحوار فى مواقع كثيرة فى القرآن الكريم.. تأكيداً من الله عز وجل على أهمية الحوار وقيمته.. فهو فى الأصل محادثة لفظية هدفها الأساسى تبادل الآراء والأفكار.. والوصول إلى نقطة تواصل بين الأطراف المتحاورة لحل مشكلة أو توضيح قضية بعيدا عن الخصومة أو التعصب ويمتلك كل طرف فى الحوار أدلته وبراهينه على صدق ما يطرحه لتوظيفهما لتوضيح فكرته واقتناع الطرف الآخر وصولا إلى الرأى الصواب.

■ الرئيس عبدالفتاح السيسي

عندما يتحاور أبناء الوطن.. يتبادلون الرؤى والأفكار من أجل صالح الوطن وليس لمصالح شخصية أو مكتسبات ذاتية.. وتنفيذا لهذه الرؤية ومن منطلق أن الوطن يسع الجميع فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما دعا إلى حوار وطنى بين جميع الأطياف الشعبية والمجتمعية.. كان ذلك تكليفا للجميع استنادا إلى إرادة سياسية جادة راغبة فى مشاركة فعالة للجميع لوضع خارطة الطريق للجمهورية الجديدة ولصالح الأبناء والأحفاد فى المستقبل.

الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤمن بقيمة الدولة المصرية وأبنائها إيمانا راسخا.. ويقرر دائما أن الدولة المصرية قيمتها فى وحدتها.. وصلابتها فى اصطفاف أبنائها.. وقدرتها فى أن يجتمع شعبها بكافة اوجه اختلافه على كلمة سواء.. وفى كلمته فى الجلسة الافتتاحية لانطلاق جلسات الحوار الوطنى أكد الرئيس إيمانه بقيمة الحوار الوطنى الذى دعا إليه فى إفطار الأسرة المصرية فى أبريل العام الماضى طالب الجميع أن يكون الحوار شاملا وفعالا محتويا كافة الآراء من أجل تحقيق نتائج ملموسة ومدروسة.. فالرئيس السيسى مؤمن بأن تعدد الآراء وكثرة تنوعها وخاصة فى الرؤى المطروحة.. ستؤدى فى النهاية إلى مخرجات شعب مصر ينتظرها من أجل مستقبل أفضل للجميع وللدولة المصرية.

الحوار الوطني الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى هو الأول من نوعه فى تاريخ الأمة.. لأنه حوار بين جميع أطياف المجتمع بدون أهداف محددة مساق إليها.. وهو الحوار الذى تسعى فيه جميع القوى الوطنية نحو اتفاق تام فى مخرجاته للعمل الوطنى ومستقبل الأمة.. ولذلك لم يكن غريبا أن تشارك فيه على مدار سنة كاملة جميع القوى السياسية والنقابات والجمعيات والتيارات السياسية المختلفة سعيا لتحقيق هدف واحد وهو وضع خريطة طريق وطنية متوافق عليها من أجل الأبناء والأحفاد فى المستقبل.. وجميع من شارك خلال هذه السنة فى جلسات الحوار التمهيدية متوافق على أهميته وأهدافه واستراتيجيته وأن حوار الجميع هو فرصة لتقديم القدوة للأجيال القادمة فى قدرة المتحاورين والمختلفين على الالتقاء فى نقطة من أجل الوطن اقتناعاً بأن فى اتفاقهم خيراً واختلافهم محبة طالما خرجوا بمخرجات لصالح الوطن.

لقد كانت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للحوار الوطنى نابعة فى الأساس من أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية.. وأن توحيد صناع الثورة الأعظم فى التاريخ وهى ثورة 30 يونيو هدف للالتقاء حول الوطن بدون تعصب أو إقصاء إلا لمن تلوثت يده بالدم.. أو كان ضد دستور 2014 الذى كانت ديباجته وثيقة وطنية أقرت بما جرى فى الخامس والعشرين من يناير وحصنتها دستورياً.

الرئيس عبدالفتاح السيسي لا يعرف أنصاف الحلول.. أو أنصاف الإنجازات.. فقاموسه لا يعرف إلا نسبة 100%.. تلك هى أهم وأدق تفاصيل شخصية الرئيس السيسى.. وهكذا عودنا فهو لا يبدأ شيئاً إلا ليتمه حتى نهايته.. فإذا ما فهمنا جميعاً هذه السمات الشخصية فإننا أمام رئيس ينتظر من الحوار الوطنى الكثير.. ينتظر مخرجاته التى تتناسب مع قيمة الدعوة للحوار.. وهى المسئولية الأعظم الملقاة على عاتق المتحاورين بعد أن أصبحت الكرة فى ملعبهم.. والدعم غير مسبوق لهم بإرادة سياسية جادة نابعة من مركز قوة لنظام سياسى منتخب دستورياً.. ومستند على قاعدة شعبية غير مسبوقة فى التاريخ.. على المتحاورين جميعاً أن يحولوا جلساته القادمة إلى مناقشات جادة دون أن تكون هناك مساومات ممن تصور أنه يملك أدوات ضغط.. أو يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون.. وعلى الجميع أن يدرك أن هناك أرضية وطنية مشتركة للجميع وهى الوطن ومستقبله.

إننا أمام لحظات فارقة فى تاريخنا.. سيتذكرها الأبناء والأحفاد فى المستقبل.. دعوهم يشيرون إلينا بأننا أنجزنا ما لم ينجز فى تاريخ الوطن الذى نعيش فيه ويعيش فينا.. وأن الأجداد ساروا صفاً واحداً وراء الوطن وسدوا الفُرَج من أجل الجمهورية الجديدة.. وتوحدوا لأجل مستقبل أفضل يليق بدولة بحجم مصر.. إن التاريخ يضاء بالأحداث.