صباح الفن

إنتصار دردير تكتب: كليوباترا ومشروع الوثائقية

إنتصار دردير
إنتصار دردير

يلقى مشروع  الفيلم الوثائقي عن «الملكة كليوباترا» الذى اعلنت قناة «الوثائقية» عن انتاجه مسئولية كبيرة على القناة، وعلى الشركة المتحدة، لاسيما وهو يأتى بعد فيلم «كليوباترا» الذى أعلنت منصة «نتفليكس» عرضه خلال أيام «10 مايو الحالى» والذى آثار جدلاً كبيراً قبل عرضه، وفتح ملف الإساءة والتشويه المتعمد  لتاريخنا القديم والحديث على السواء، عبر سنوات فى السينما الأمريكية، لقد جاء اعلان «الوثائقية» عن مشروع الفيلم ليكون أبلغ رد على فيلم «نتفليكس» المزعوم، فبدلا من أن نظل نحدث أنفسنا، ونشجب ونستنكر وندين بيننا وبين أنفسنا ، لابد أن يكون لدينا رد أبلغ وأعمق واكثر تأثيرا ، ولن يتحقق ذلك سوى من خلال عملاً فنياً تتوافر له كل الفرص ليحقق أهدفه.

عظم المسئولية يأتى من تطلعنا جميعا كمصريين لتقديم صورة صحيحة فى أذهان العالم عبر عمل يخاطبهم بأسلوبهم ويتمتع بمواصفات فنية عالية، ويفند بالدلائل التاريخية التزييف الذى بثته أفلاما عديدة، ليس آخرها فيلم «كليوباترا»، ويتم ترجمته إلى عدة لغات، والتنسيق لعرضه عبر قنوات عالمية كبرى فى توقيت إطلاقه.

ولأن مشروع الفيلم المصرى لايزال فى مرحلة التحضيرات الأولية، فمن الضرورى الإستماع لوجهات نظرعديدة، ليس فقط لعلماء متخصصين فى التاريخ والآثار والأنثروبولوجي - مثلما أعلنت الوثائقية -  بل لابد أيضا الاستماع لسينمائيين أصحاب تجارب مهمة، وقد استوقفنى رأى المخرج محمد دياب المقيم بالولايات المتحدة (بعد تجربته الناجحة التى أكساها طابعا مصريا فى مسلسل «مون نايت» مع ديزنى) ، وقد عبر عن رأيه  عبر صفحته بــ «الفسيوك»،  ورأى أن يجمع مشروع الفيلم بين الدراما والتوثيق، مؤكدا أن الدراما التى تتحول لتوثيق تاريخى لابد أن يكون الرد عليها بنفس الطريقة، مطالباً بأن يكون الفيلم ناطقاً بالإنجليزية ، ولعل أخطر ما كشفه  دياب أن هناك مشروعان يجرى العمل عليهما فى هوليوود  حاليا عن كليوباترا أحدهما فيلم»الرمال السوداء « وأن هذه المشاريع ستغير تصور الغرب عن مصر بشكل غير دقيق،  منوها أنه يجب أن نتحرك بشكل استباقى.  

لاشك أن الشركة المتحدة التى تصدت لتقديم أعمال وطنية عديدة مهمة،  قادرة على حشد كل الطاقات المصرية من أجل إنجاز هذا العمل، ورصد كل الإمكانيات، والوقت هنا ليس مهما، بل النتيجة النهائية هى الأهم.