عادل أدهم.. عامله أبوه بقسوة وفرض عليه العودة للبيت مع الغروب

عادل أدهم
عادل أدهم

اقترب عادل أدهم من أمه أكثر مما اقترب من أبيه الذي يعامله بقسوة خشية أن يتلف بسبب حنان أمه الزائد له، فالتزم القسوة والحزم في التعامل معه.

 

عندما اشتد عود عادل أدهم عشق رياضات القوة، المصارعة والجمباز، والفروسية والسباحة، وكان الأب يراقب هذا كله ويضع شرطا واحدا هو أن يعود عادل للبيت مع غروب الشمس، وأخذ يراقب هذا بنفسه.

 

ازدادت دواعي غضب عادل أدهم على أبيه فهو يعطي لنفسه الحق في أن ينصرف مع الظلام ويعود في قلب العتمة، بينما يعاقبه لو تأخر ولو ساعة بعد الغروب، ويتساءل أليس أصبح رجلا هو الآخر مثله.

في ذكرى وفاة عادل أدهم.. «برنس السينما» من الجمباز والملاكمة للنجومية

ومع مرور الأيام علم عادل أدهم أن عالم الرقص مثير للخيال حيث يحتضن فيه الراقص فتاته ويطير بها مع الموسيقى الحالمة، ويضمها برفق عندما تهدأ الموسيقى، وعلم أن أغلب المترددين على مدرسة الرقص هذه عن خواجات يونانيات،. أسبانيات، وفرنسيات، وايطاليات، ويوغوسلافيات مما سال لعابه فقد جمع من أمه وأخواته ٣ جنيهات ليتعلم دروس الرقص، وبدأ في تعلم الرقص يلتقي في أحضان الفتيات الدافئة مما جعله يشعر بجرعة الشباب الصاخب، وفي ذات يوم نسب نفسه واقبل الظلام فلم يفطن للوقت واندمج مع الموسيقى وانتقل من حضن إلى حصن يطير بهذه ويقفز بتلك وجسده يتطوح بانفعال بينما يتوقف زملاءه عنده بالجسد ويقولون هذا علي رضا الجديد.

 

وما إن أطفأت مدرسة الرقص أنوارها كانت قد بلغت الساعة العاشرة مساءا، هرول مسرعا، وكأنه يعوض في الهرولة أنه غاب ٣ ساعات، ودق على باب الشقة انفتحت الشراعة، وسقط قلبه إلى قدميه فكان وراء الشراعة وجه أبيه الذي استقبله بغضب يسأله:

 

كنت فين ياولد؟

تلعثما الكلمات في فم عادل ادهم، وارتطمت الكلمات بأسنانه فلم تبلغ شفتيه.. وصاح الأب مرة أخرى

 

كنت فين ياولد؟

ففتح عادل فمه وقال: ك.. ك.. ك ثم اغلق فمه وهو يائس من القدرة على الكلام.

 

وصاح الأب اذهب إلى حيث كنت لا مكان لك عندي، وصفع شراعة الباب وكأنه صفعه على وجهه بها، حاول عادل أن يتكلم لكن دون جدوى وظل واقفا يتطلع إلى نوافذ البيت متمنيا أن يفتح الأب نافذة يناديه منها، و ل على هذه الحال حتى أرعشه البرد، وانسحب يجر قدميه وكأنه عائد بالهزيمة من ميدان قتال لاتكافؤ فيه بين المتقاتلين.

 

وأثقلت رأسه بالتساؤلات ورفض أن يذهب إلى أيا من أقاربه، وتوجه إلى صديق له يذاكر معه ويمارس معه الرياضة والذي استقبله بدهشة لحضوره في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل، وبعد ثواني التقطت أذناه كلمات والد صديقه يقول، لا شأن لنا بولد عاق.. وماذا دعا أبيه أن يطرده، نحن لا نتحمل مسؤوليته ولايصح أم يبيت هنا، انتفض عادل واقفا يعتذر لصديقه وانصرف وهو مطاطئ الرأس، بينما يقول له صديقه حاول العودة إلى البيت والاعتذار لأبيك، وما إن عاد استقبلته الأم بالاحضان والدموع وتتحس جسده بيدها تطمئن عليه.

 

واعتذر لأبيه بعدم التأخير مرة أخرى.

 

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم