أيمن فاروق يكتب: الكيزان.. النافخ في كير الفتنة السودانية

أيمن فاروق
أيمن فاروق

■ بقلم: أيمن فاروق

كالحرباة تتلون، لا تستطيع ان تحدد مكانها، لكن تشعر بآلاعيبها، جماعة الإخوان الإرهابية، النافخ في كير الفتنة، والمؤجج للصراعات، والراقصة على جثث الأوطان، فما يحدث في السودان من اشتباكات وحرب تدور رحاها بين طرفي الأزمة السوادنية «الجيش السوداني، ومن ناحية أخرى ميليشيا الدعم السريع، الكل  كان يطرح تساؤلا مهما، عن مَن هو السبب وراء اشتعال الأزمة فجأة؟، في نفس التوقيت الذي كان الجميع ينتظرون فيه جلسة حاسمة بين الطرفين للتضامن وحل جميع مشاكل السودان والتوصل إلى حلول عبر ما عرف بالاتفاق الإطاري والذي كان من ضمن بنوده إقامة دولة مدنية تتبع الحكم الفيدرالي وتتشكل من سيادة مدنية ومجلس وزراء مدني ومجلس تشريعي ودمج الميليشيا في جيش مهني واحد والنأي به عن العمل السياسي، لكن ما بين ضحية وعشاها انقلب الحال، واشتدت المعركة في السودان، ودخل الشعب السوداني في دوامة الحرب وتأزمت الأوضاع الإنسانية والصحية، وهرع السوادنيون من أماكن الاشتباكات في السودان إلى النزوح ناحية الحدود، لينتظره مصير مجهول، وعندما تأتي وتبحث وتمحص من وراء تلك الفتنة، لن تجد سوى الطرف الثالث، الذي كان ينفخ في «كير الفتنة»، ويؤجج الصراع، ولم يهدأ له بال حتى أشعلها.

فالإخوان في السودان لهم تاريخ طويل، وعلى يد تلك الجماعة تحول السودان من دولة إقليمية لها دور بارز في تحريك الأحداث العربية والإفريقية إلى دولة ترعى الإرهاب، ولا ننسى سماح الترابي لكل الجماعات الإرهابية بالدخول إلى السودان وإقامة معسكرات تدريب، كما سمح لهم التخطيط والمشاركة في عمليات إرهابية بالعمق الإفريقي، كما أهدرت على أيديهم الثروات الطبيعية لصالح عصابات التنقيب عن الذهب، وضعفت القوة الشرائية للعملة السودانية، وانهار اقتصاد الدولة التي وصفت بأنها سلة غذاء العالم إلى أبعد مدى، لهذا فإن «الإخوان» هم داء السودان، فقد أفشلو كل حراك وطني وشتت تلك الجماعة الإرهابية أذهان الوطنيين المخلصين والمثقفين عن البناء وتأسيس بنية تحتية قوية للسودان لتحقيق تنمية اقتصادية حتى وصل الحال إلى مستقبل مجهول واقتتال بين الجيش السوداني والميليشيا المتمردة؛ فتنظيم الإخوان الذي تمكن وتحكم في مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية فشل في تحقيق تنمية، وحول السودان لقاعدة عمليات إرهابية بعد احتضانه لتنظيم القاعدة والجهاد ومئات العناصر الإرهابية والمتطرفين الأجانب.

ومؤخرا ومع اقتراب انتهاء شهر رمضان وبعدما وضعت الحرب أوزارها في السودان، بدأ البعض يشير بأصابع الاتهام إلى الطرف الثالث الذي أطلق الرصاصة الأولى للاقتتال بالسودان، ولان الشئ بالشئ يذكر؛ فالداعية السوداني مزمل فقيري، عقد جلسة بثها عبر حسابه على الفيس بوك، تحدث خلالها عن دور الإخوان في الفتنة بالسودان، وبصراحة شديدة ذكر فقيري أنه يمتلك وثائق تورط «الكيزان» وهو الاسم الذي يطلقه السودانيون على الإخوان، في الحرب للعودة إلى السلطة واشعال فتيل الفتنة بين الجيش وميليشيا الدعم السريع، وبلهجة تنتابها غضب قال الفقيري، إن الكيزان ليسوا مع الجيش ولا الدعم السريع، بل يظهرون خلاف ما يبطنون وهذا هو النفاق، ومحاولة تصدير قادتهم الوجه الحزين لما وصل إليه الوضع، لكنهم يؤكدون في الوقت نفسه أنه ليس هناك خيار آخر، أي أنهم لا يرون حلا للأزمة سوى بالقتل والدماء ومزيد من الدماء، كما عاد وتحدث عن الوثائق ووصفها بأنها خطيرة، وصادرة عن الكيزان أنفسهم، وأوضح الداعية مزمل الفقيري إلى مصدر الوثائق واتهم هذا الشخص بانه أمضى شهر رمضان بين افطار وسحور هناك، حتى نشر سمومه وتحولت إلى الفتنة القائمة وأشار إلى أن هذا الشخص الإخواني والداعية المشهور هناك بات مسؤولا عن الدماء التي تسال في السودان، واستند إلى فيديو مسجل لهذا الشخص الإخواني يقول فيه: «لا نجاة لأهل السودان.. ولا أمن وأمان لأهل السودان إلا بقيادة المشروع الإسلامي لهذا البلد»، كما لا ننسى فتاوي الإرهابية بقتل السياسيين الذين وضعوا الاتفاق الإطاري.. لهذا فإن الكيزان وراء كل خراب وفوضى.