أفكار متقاطعة

هل للثعلب دين ؟!

سليمان قناوى
سليمان قناوى

تستفرد إسرائيل يوميا بالفلسطينيين وتقتحم المسجد الاقصى وتقصف سوريا، دون رادع، ولم لا تفعل ذلك بكل أريحية، والعالم العربى مشغول بالحروب البينية بين أبناء الوطن الواحد، والاقتتال داخل اكثر من مركب عربى يتنازعه زعيمان فلا مناص من أن يغرق، فى السودان تجد هذا الاحتراب بين البرهان وحميدتى وفى ليبيا بين حفتر وحكومة باشأغا فى الشرق والدبيبة فى الغرب.

وكأن دولة العدو الصهيونى لم تقنع بفصل جنوب السودان عن شماله وإقامة دولة جنوب السودان، إلا أنها تسعى للأسف بأيدى بعض أبناء السودان لتفتيت المفتت وتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم. ولم تكد « الحزينة تفرح» بالسلام والهدنة المطولة فى الحرب اليمنية والتى تسير فى اتجاه إنهاء الحرب بمبادرة سعودية  شجاعة، لم تجد لها «مطرح» فاشتعلت جبهة السودان، وكأنه قد كتب علينا ان يقاتل بعض ابناء دولنا بعضا، تاركين العدو الاساسى يمرح فى مقدساتنا بالقدس الشريف ويقتل يوميا شعبنا الفلسطينى.

كما كتب على القمم العربية المتتالية منذ أغسطس عام 1990( قمة بحث الغزو العراقى للكويت) وحتى 2022  والقمة القادمة ، أن تركز على وقف القتال البينى داخل الدول العربية سواء فى ليبيا أوالعراق أو اليمن أو سوريا أو السودان، فيكون همها الاساسى رأب الصدع ووقف القتال داخل هذه الدولة أو تلك.

وهكذا يتراجع الاهتمام- اضطراريا وعن غير عمد - بالقضية الفلسطينية وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لان القادة العرب عليهم مسئولية اطفاء النيران المشتعلة داخل البيت العربى الواحد قبل ان يمتد لهيبها وتتحقق الاغراض الدنيئة للعدو الصهيونى بتقسيم أكثر من دولة عربية، بعد أن نجح مشروعها الاول بفصل جنوب السودان عن شماله، وقبل ان يتمدد فيروس التقسيم ليشمل فصل إقليم دارفور.

يجب أن يعى كل السائرين بالفتنة والاقتتال بين العرب أن القاتل والمقتول فى النار، وأنه لا غالب ولا منتصر فى هذه الحرب، وأن تفتيت الدول العربية الى كانتونات صغيرة سيجعلها لقمة سائغة فى أنياب الثعلب الصهيونى ينفث فيها الآن روح الاستمرار فى القتال ويدعمها لتواصل الحرب، ليستفرد بها بعد ذلك، فانتبهوا يا أولى الالباب ان التناقض الاساسى هو ضد العدو الصهيونى وليس مع ابن الوطن فى هذا البلد أو ذاك. مخطىء من ظن يوما أن للثعلب دينا.