«إطلالة نور»

الجميع على مائدة الوطن

محمد هنداوى
محمد هنداوى

تنطلق غداً الأربعاء مرحلة جديدة وفارقة فى مسيرة الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حفل إفطار الأسرة المصرية فى 26 أبريل من العام الماضى ، عام كامل من الجلسات واللقاءات والمناقشات بمقر الأكاديمية الوطنية للتدريب فى جلسات تحضيرية بلغت حوالى 25 جلسة ، فالجميع اليوم يستشعر  أهمية تلك الخطوة المنتظرة فى ظل قضايا وموضوعات مطروحة على جدول النقاش والتى تمس أغلبها بل وجميعها حياة كافة جوانب المجتمع بمختلف أطيافه وتنوع اتجاهاته .

على مدار عام من التحضير والتجهيز وصل قطار الحوار الوطنى لمحطة الإنطلاقة الرسمية اليوم بعد أن أصبح منصة واسعة يراهن عليها الجميع فى خلق تفاهمات ومساحات مشتركة للتوافق والتفاهم بين جميع المشاركين من السياسيين والمتخصصين من كافة التيارات والاتجاهات لصياغة توصيات قابلة للتنفيذ عن مستقبل يليق بأبناء هذا الشعب العظيم الذى خرج رافضاً حجم جماعة الإخوان فى ثورة 30 يونيو ومن قبلها فى ثورة 25 يناير رافضاً سياسات وممارسات نظام الرئيس الراحل مبارك ، كما أن الضمانة الأكبر من وجهة نظرى لتنفيذ التوصيات والقرارات الصادرة عن الحوار الوطنى وإنعكاس مخرجاته على حياة المواطنين تتمثل فى دعوة الرئيس السيسى لهذا الحوار ، فالجمهورية الجديدة التى أعلن عنها الرئيس السيسى تتسع للجميع دون استثناء أو تمييز فالجميع يجب أن يجلس على مائدة الوطن ، كما أن الرئيس تعهد بحضور بعض المراحل النهائية من هذا الحوار .

أنتظر مثل غيري من أبناء الشعب المصرى إلى نتائج ومخرجات الحوار الوطني والمناقشات والأفكار والمقترحات التى سيتم طرحها وعرضها خاصة وأنه تقرر أن يتم إذاعة فعالياته على الهواء مباشرة وبحضور مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية ، فدولة 30 يونيو ليس لديها ما تخفيه أو تخشاه فى الجمهورية الجديدة ما تعمل عليه وتسعي لتحقيقه هو مصلحة الوطن وأبناء شعبها فى ظل ظروف محلية واقليمية وعالمية بالغة التعقيد ، كما أن قرار إذاعة الجلسات للتأكيد على حق الرأى العام المصرى والعالمي فى المعرفة بكل شفافية لمجريات الجلسات .

ومن وجهة نظرى أن إعلان الحركة المدينة الديمقراطية المشاركة فى  جلسات الحوار الوطني بعد اقتراع ضم رؤساء 12 حزباً و12 شخصية عامة لتنضم لممثلى الأحزاب والنقابات والمؤسسات والقوى السياسية والمجتمعية المختلفة ويجلس الجميع على مائدة حوار واحدة فهذا المشهد تطور كبير فى الحياة السياسية المصرية والفضل فيه يرجع الي القيادة السياسية التى تتابع كافة مستجدات الحوار الوطنى  منذ انطلاقه وتنتظر نتائجه وتوصياته لدراسة تنفيذها فى جميع المحاور السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية وغيرها من الملفات الأخرى ، كما أنه من وجهة نظرى فإن نجاح مشاورات ومناقشات واجتماعات التحضير لإنطلاق الحوار الوطني على مدار عام والإفراج عن حوالى 1400 من المحبوسين على ذمة قضايا رأي فهو أمر غاية فى الأهمية ويعطى رسالة مصداقية من الدولة لجميع المشاركين من القوي السياسية والمدنية والشباب ورجال الدين والإعلاميين وممثلى المجتمع المدنى ورؤساء الجامعات والمراكز البحثية بأن الدولة جادة فى التعاطى مع الأفكار والتوصيات والمقترحات التى سيتم طرحها فى جلسات الحوار الوطنى ، ولكن فى نفس الوقت يجب على الجميع أن يعطيها الفرصة للدراسة والتنفيذ كما وعدت خاصة فى ظل ظروف وتحديات اقتصادية وسياسية تمر بها المنطقة والعالم ومرشحة للإستمرار لفترة طويلة خاصة تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية والتى أضافت صعوبات على مختلف دول العالم النامي ومن بينها مصر ، فضلاً عن تطورات ما يحدث فى السودان وما يمكن أن تخلفه تلك المشكلة على مصر فى عدد من الملفات باعتبارها دولة جوار للقاهرة .