660 ألف فرد يدعون العالم لـ«المشورة الأسرية»

أثناء تدريب مقدمات المشورة
أثناء تدريب مقدمات المشورة

لأول مرة فى مصر وعلى مدار شهر كامل، احتفلت الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية لطب الأطفال بشهر رفع الوعى بأهمية المشورة، وكيفية الوصول لمقدمى المشورة مستعينة بـالون التيلب أو ما يعرف بـاالتركواز المخضرب فى تقديم الوعى.

احتفل العالم خلال الشهر الماضى برفع الوعى بأهمية المشورة، حيث اجتمع أكثر من 660 ألف مقدم مشورة لتعريف العالم بأهمية المشورة ومدى تأثيرها الإيجابى فى حياتهم وحياة المستفيدين من عملهم، وكذلك إلقاء الضوء على أهمية دور مقدمى المشورة فى دعم وتسهيل نمو وتطور حياة المواطنين بمختلف الأعمار بدءا من مشورة ما قبل الزواج إلى الطفولة المبكرة وحتى آخر العمر.

ويتم الاحتفال من خلال الهيئات والأفراد على مستوى العالم مثل المنشآت الصحية والعيادات ومراكز تقديم المشورة والنوادى والمدارس وبيوت المشورة الخاصة، ويتم إنتاج المطبوعات للتعريف بالمشورة والجهات المقدمة لها وإقامة الاحتفاليات لتكريم النماذج الناجحة فى تقديم المشورة.

المشورة ونقل الرسالة

الدكتورة عبلة الألفى، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب ومؤسسة المبادرة الرئاسية االألف الذهبية لتنمية الأسرة المصريةب، تقول إن المشورة الأسرية المتكاملة هى الحل السحرى لتنمية الأسرة، ويجب العلم بأن هناك فارقا كبيرا بين تقديم المشورة ونقل الرسالة، فإذا نقل أحد معلومة إليك بأى طريقة فهى معلومة مرسلة من جانب واحد، لذا تكمن عيوبها فى أن حوالى 25% فقط من المعلومات التى يتم انتقالها إلى المتلقى تكون مدة الاحتفاظ بها محدودة جدًا لا تزيد على شهر، ولا يمكن بها تغيير مفاهيم أو تصرفات ومعتقدات، أما المشورة فهى تختلف تمامًا، حيث إن تبادل الحوار بين الطرفين فيها الاستماع الإيجابى وآليات كثيرة لفهم معتقدات الآخر، وبناء عليه يستطيع مقدم المشورة فهم أبعاد الشخصية والنقاط التى تحتاج لتوضيح وتغيير مفاهيم ليتم توصيل المعلومات السليمة بالطريقة المناسبة للمستوى الثقافى والمعرفى لمتلقى المشورة للتأكد من نمو قدرته لاتخاذ القرار المستنير حيال كل شئونه المتعلقة بموضوع المشورة، لذا تعد المشورة من أهم المهارات المطلوبة فى كل المجتمعات لتغيير المفاهيم المغلوطة والمعتقدات الخاطئة واكتساب المهارات التى تعين كل إنسان على مواجهة حياته بكل أنماطها. 

أنماط المشورة

وللمشورة أنماط وأشكال كثيرة منها المشورة الطبية والصحية والنفسية والمتعلقة بالجانب الاجتماعى والسيكولوجى، وتجتمع كل الأنماط فى ضرورة توفر بعض المواصفات من أجل نجاحها، فلابُد أن تكون المشورة فردية لزيادة القدرة على التواصل وتبادل الحوار، مع الحرص على توافر الخصوصية لها، وأن تُقدَّم من خلال إنسان مدرّب على تقديم مهارات المشورة، كما يجب أن تقدم فى مكان تتوفر له أساسيات نجاح المشورة والراحة النفسية، ويتوفر لها الوقت الكافى لبناء علاقة إنسانية وثيقة من المُلقى والمُتلقى، ويجب العلم بأن المشورة ليست لتقديم حلولٍ، ولكنها سبب فى إيجاد الحل المستنير القائم على الفهم للنفس ودوافعها واستخدام المعلومة الصحيحة من مصدرها.

الوضع فى مصر

وأشارت الألفى إلى أن مفهوم المشورة كان مشوهًا تمامًا فى مصر، خاصة فى المجال الصحى والطبى، وليس هناك تدريب مهارى دقيق لمَنْ يقدِّم المشورة، كما أنه لا يوجد كادر لمقدم المشورة فى الكادر الصحى فى مصر. وبالنظر للمجال الصحى نجد أن هناك عجزا شديدا فى عدد أفراد الفريق الطبى من الأطباء والتمريض وفى المقابل هناك ضغط شديد من الحالات الحرجة والمرضية، وبناء عليه لا يستطيع الفريق الطبى تقديم المشورة المهارية نظرًا لضيق الوقت وغياب الخصوصية والاستمرارية المطلوبة.

ولأن مصر تعانى مشكلة جوهرية وهى الزيادة السكانية كمًا وكيفًا التى يكمن حلها بالشكل الأمثل من خلال المشورة الأسرية المتكاملة لتحقيق نجاحات فى هذا الملف، قامت مؤسس الجمعية المصرية لأعضاء الكلية الملكية البريطانية عضو مؤسسة أشوكا العالمية بإيجاد كادر جديد لأول مرة فى مصر وهو كادر مقدم المشورة الأسرية، وعقد بروتوكول تعاون مع وزارة الصحة لتطبيق مبادرة الألف الذهبية لتنمية الأسرة المصرية بمنشآت الوزارة وإيجاد غرف لتقديم المشورة بكل منشآت الصحة وأيضا مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة لتقديم المشورة المهارية للمواطن المصرى ودعم صحة الأم والطفل من خلال مقدمى مشورة معتمدين محليا وعالميا. بالإضافة لتوقيع بروتوكول موازٍ مع المجلس القومى للسكان، وفتح مراكز تقديم المشورة بمنشآت المجلس القومى للسكان بالمحافظات المختلفة، كما تم توقيع بروتوكول موازٍ بهيئة الرعاية الصحية للتأمين الشامل وتطبيق المبادرة بمحافظات التأمين الشامل.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ 3/5/2023

اقرأ أيضًا : صبري: الرئيس السيسي يدرك أوضاع سوق العمل ولديه رؤية إصلاحية شاملة| خاص